يكفيك السكوت و المشي ! 20177 20173 20171 هـ - الموافق 30 يناير 2017
المكتبة المركزية للروضة الرضوية هي سابع أهم مكتبة في العالم أسست عام ۱٤٥۷ للميلاد، و تحتفظ بما يزيد عن مليون مجلد من الكتب التي من شأنها تعميق النظرة الاسلامية وما يعنى بالتاريخ، والرياضيات والعلوم الاخرى.
مع مرور الزمن إتسعت مجموعة هذه المكتبة بمخطوطاتها القديمة لتشمل ۳٥ مكتبة يشرف عليها إدارة منظمة المكتبات والمتاحف ومركز الوثائق ومستندات الروضة الرضوية المقدسة المقامة على ارض سعتها ثمانية وعشرون ألفاً وثمانمائة مترمربع.
ذهبت بالأمس وبتنسيق مسبق إلى قسم المخطوطات من المكتبة والتقيت بمسؤول القسم و هو الأستاذ نورى نيا ، في البدء كنت أتصوّر أنّه مجرّد متخصص في معرفة المخطوطات ولكن ما إن تحدثت معه عرفت مدى إطّلاع هذا الرجل و علمه الغزير و عشقه لأهل البيت عليهم السلام لا من منطلق الإحساس و العاطفة فحسب بل من خلال المعرفة و البصيرة والرأي الثاقب فإنَّه كان ملمّاً بالأحاديث الشريفة و عارفاً بها ، إنّه من جملة العلماء المتخرجين من الجامعة الرضوية الإسلامية.
وأنا بدوريً بدأت بعرض بضاعتي المزجاة من خلال سرد بعض الحقائق الخاصّة بأهل البيت عليهم السلام و ركّزت على الفرق بين تعابير النور في زيارة الجامعة الكبيرة مثل (نوركم وطينتكم واحدة ، خلقكم الله أنوارا، أشرقت الأرض بنوركم، نوره و برهانه ، مصابيح الدجى ، نور الأخيار ووو) وأنّ كلا منها لها موطنها الخاص بدءًً من العرش و ختاماً بالدنيا .
ثمّ هو شرع في الحديث فقال:
(هل تعلم بأنّ الزيارة الجامعة التي صدرت من الإمام الهادي عليه السلام هي للإمام الرضا عليه السلام خاصّة و تعمّ سائر الأئمّة عليهم السلام كما أن زيارة أمين الله تختصّ بأمير المؤمنين عليه السلام و شاملة لجميع أئمة أهل البيت عليه السلام ، قال : رأيت ذلك في بعض الكتب المعتبرة.
ثمّ شرع في بيان فضل الإمام الرؤوف وقال بصوت خافت :
(كم عظيمٌ هذا الرجل! و أشار إلى مضجعه النوراني)
ولكن الذي أثار انتباهي ما ذكر في شأن الإمام الرضا عليه السلام من سعة الرحمة واللطف حيث نقل كلمة من آية الله الكبير أستاذ العرفاء على الإطلاق السيد على القاضي رحمة الله عليه فقال :
كتب أحد المؤمنين لآية الله القاضي حينما كان في النجف الأشرف و طلب منه أن يعلّمه بعض الأذكار لقضاء حوائجه ... فأجابه السيد : من أي البلاد أنت ؟ قال : من خراسان فقال له : من مشهد الرضا عليه السلام و تبحث عن الأذكار!
للوصول إلى أمنياتك يكفيك السكوت و المشي في الحرم الشريف !
أقول : لا عجبَ من شخصية محورية عظيمة هي حلقة الوصل بين التسعة المعصومين السابقين عليه و أربعة بعده ، فهو قد برَزَ في عالم التكوين كالشمس في رائعة النهار و من أجل هذا صار شمس الشموس.
رزقنا الله وإيّاكم زيارته وشفاعته ، ومن باب تلطيف الجوّ قلت له إذا زرت قبر السيد القاضي في النجف فزر قبريَ أيضاً و أقرأ لي الفاتحة ! تفاجأ من هذه الجملة فقال : قبرك أنت ! قلت : نعم ، و هو محفور جاهز ولكن الحجر المنصوب عليه تختلف جهته عن سائر القبور .
اللهم ارحمنا برحمتك و اجعل قبورنا روضة من رياض الجنّة
سحر الجمعة الساعة 1:50
مشهد المقدّسه
العبد المذنب
إبراهيم الأنصاري