حتى سحب السماء! 20187 20183 20181 هـ - الموافق 11 مايو 2018
حتّى سحب السماء !
البارحة وهي (آخر ليلة جمعة من شهر شعبان المعظّم ١٤٣٩) كنت جالساً إلى جنب ضريح الإمام الرضا عليه السلام أتحدّث مع أحد خدّام الإمام عن السيّدة نرجس عليها السلام و دورها في نشر الدعوة المهدوية في المسيحية فإذا برعد شديد و برق خاطف ومطر غزير قد أرعب الزوّار بحيث أنّ كل من كان في الصحن الشريف انسحب إلى داخل الحرم لئلا يصيبه الماء ، فرح أهالي مشهد المتواجدين في الحرم بذلك لأنّ هذا الغيث سيروي الأرض المزروعة وسيكون له تأثير كبير في نموّها ، ولكن العجب كل العجب أن المطر لم يتجاوز الحرم الشريف أبداً ! فبمجرّد توقفه خرجت من الحرم فرأيت الأرض جافة تماماً لم تسقط عليه حتّى قطرة واحدة! فيا لها من كرامة !
هنا استحضرت ما قاله لي أحد العلماء العرفاء قبل سنوات بأنّ زوّار الإمام الرؤوف عليه السلام ليسوا هم البشر فقط بل هم الملائكة و الجنّ أيضاً بل وحتّى سحُب السماء كلما اشتاقت إلى زيارته استأذنت من ربّها و جاءت إلى خراسان لغسيل الحرم الشريف ! وهكذا هي تسبّح بحمد ربّها (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)(الإسراء/٤٤). والذي يعزّز هذا ما قد ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة (وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ).
فيا أيّها الحبيب تعرّف على ربّك كيما تعرف إمامك و لا تنسى قرائة هذا الدعاء بقلبك قبل لسانك (اَللّهُمَّ عَرِّفْنى نَفْسَكَ فَاِنَّكَ اِنْ لَمْ تُعَرِّفْنى نَفْسَكَ لَمْ اَعْرِف نَبِيَّكَ اَللّهُمَّ عَرِّفْنى رَسُولَكَ فَاِنَّكَ اِنْ لَمْ تُعَرِّفْنى رَسُولَكَ لَمْ اَعْرِفْ حُجَّتَكَ اَللّهُمَّ عَرِّفْنى حُجَّتَكَ فَاِنَّكَ اِنْ لَمْ تُعَرِّفْنى حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دينى)
فهو حقاّ دعاء الغريق الذي ينجّي الإنسان من فتن آخر الزمان ليصل إلى ساحة الأمان .
إبراهيم الأنصاري البحراني
٢٥ شعبان ١٤٣٩
الساعة ٤:٣٠صباحا