حتى المكان و الزمان ! 20187 20183 20181 هـ - الموافق 17 يوليو 2018
قررت هذا اليوم أن لا أقابل أحداً من الناس ولا أتحدّث مع أحد إلا بعد زيارة سيدي و مولاي ثامن الحجج علي بن موسى الرضا عليه السلام ، تهيأت للزيارة فركبت الباص السريع المعروف (BRT) من دوّار البسيج إلى الحرم ، ولكن غفلت ! فتحرك الباص نحو النفق و نزلت في الجهة الثانية من الحرم المطهّر و هو باب الشيخ الطبرسي رحمه الله ، وكان الجو حارّا وقت الظهيرة ، ركبت السيارة الصغيرة المخصصة للزوّار تنقلهم إلى البوابة الرئيسية ، كان السائق يتحدّث مع أحد طلاب العلماء الجالس إلى جنبه،فقال العالم : الأفضل للزائرين في الصيف أن يقصدوا أمامهم من منتصف الليل إلى الصباح ، ثم حين النزول قال كلمة أثارت انتباهي و جعلتني أفكر مليّا قال :( بالاخره زمين و زمان مال اينها است ) يعني بالأخير الأرض كلّه (وهو كناية عن المكان) و الزمن كلّه لهؤلاء و أشار إلى الإمام الرضا عليه السلام .
أقول: حقّا هي كلمة عرفانية تستقي من منهل القرآن و الحديث ، أمّا المكان فلا شك أنّه لأهل البيت عليهم السلام وفي هذا المضمار يقول السيد الإمام الخميني ره في كتابه معراج السالكين، ص 117. (قد رُوي في الأحاديث أنّ جميع الأرض للإمام عليه السلام، والذين لا يوالونه فهم غاصبون لها. وأهل المعرفة يرون ولّي الأمر مالكًا لجميع ممالك الوجود ومدارج الغيب والشهود ولا يجوّزون تصرّف أحد فيها بدون إذن الإمام)انتهى.
تأمّل في قول الله تعالى عن لسان الكليم (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(الأعراف/128). عن الامام الباقر عليه السلام: (إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) وأنا وأهل بيتي الذين أورثنا (الله) الارض. ونحن المتقون، والارض كلها لنا، فمن أحيا أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منه..) " الكافي: ج 1، ص 407، وعن (الامام الصادق عليه السلام) " إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده" قال فما كان لله فهو لرسوله، وماكان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله " * البحار: ج 100، ص 58، ب 9، ح 10 وأيضاً قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(الأنبياء/105). (عن الامام الباقر عليه السلام ..أن الارض يرثها عبادي الصالحون، قال: القائم عليه السلام وأصحابه ) مجمع البيان: ج 4، ص 66 .
وأمّا الزمان :
كيف لا و هم أئمة العصر و الزمان ! تلاحظ في الأدعية والزيارات شواهد كثيرة لذلك، منها ما في ورد ( يا صاحب الزمان صلوات الله عليك و على آل بيتك هذا يوم الجمعة و هو يومك المتوقع فيه ظهورك و الفرج فيه للمؤمنين على يدك) بل أطلقت النجوم و الشهور عليهم ، قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ..)(التوبة/36). في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة (قدس سره) روى جابر الجعفي قال: سئلت ابا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عزوجل: " ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا .." قال: فتنفس سيدي الصعداء فقال: ياجابر اما السنة فهي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشهورها اثنى عشر شهرا فهو امير المؤمنين (عليه السلام) ...) فذكر الأئمة عليهم السلام .
إبراهيم الأنصاري
مشهد المقدّسة
2 ذيقعدة 1439
الساعة الخامسة صباحاً .