• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

جبل الخضر عليه السلام 20197 20193 20191 هـ - الموافق 28 فبراير 2019

لم يتبق إلا يوم واحد من سفري الفاطمي إلى جنّة الرضوان مشهد الرضا عليه السلام ومن ثمّ عشّ أهل البيت قم المقدّسة ، اشتقت إلى رؤية صديق لي في الثمانينات حينها كنت أدرس في حوزة قم  وهو سماحة حجة الإسلام و المسلمين الدكتور ناصح حفظه الله ، وهو أستاذ في كلية القرآن الكريم في جامعة قم الكبيرة ، فزرته في بيته الواقع في منطقة جميلة من قمّ بجوار جبل اسمه (كوه خضر) وهومقام الخضر عليه السلام ، يقع على مقربة من مسجد جمكران وهي بقعة طاهرة وطأها العبد الصالح الخضر عليه السلام ، يقع مقام الشهداء رضوان الله تعالى عليهم أسفل الجبل، حيث تُظلّله قبة صغيرة وتحيط بالمكان يافطات كبيرة تحوي بطاقات تعريفية لكل شهيد، ويفترش الكثير من الزوار الأرض لينعموا بالهواء الطلق والمناظر الخلاّبة الجميلة.

دارت بيننا أحاديث متنوّعة كلّها ذكريات جميلة من الماضي وأيضاً أبحاث قرآنية تستحق التأمّل والمتابعة كما أنّه ذكّرني بحوادث وقعت في غيابي كلّها عِبر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

و في آخر المطاف تحدّث عن قصّة استرعت انتباهي وجرّتني إلى كتابتها هنا لينهل منها المؤمنون، قال لي شيخنا:

تتذكّرْ في السنة الماضية أرسلتَ لي رسالة عبر الهاتف تريد اللقاء بي فأجبتك : أنّ سيارتي انقلبت وسأتصل بمجرّد رجوعي إلى قم ؟ قلت: نعم ! ماذا حدث لك؟ قال: كنت في طريق مدينة أراك مسرعاً ليلاً لكي ألتحق بالجامعة هناك حيث كنت أدرّس فيها اسبوعياً و كنت تلك الليلة مريضاً فصرف لي الطبيب دواءً منوِّماً ، فلم أتمالك نفسي في الطريق وكلّما نعست وقفت دقائق استريح إلى أن أشرقت الشمس وضاق بي الوقت ، فقررت الاستمرار حتى الوصول ولكن غلب علي النوم لحظه فإذا بسيارتي اصطدمت بمرتفع  فانقلبت رأساً على عقب علماً بأنّ  السرعة على ما أخبرني رجل المرور كانت تتجاوز 170 كيلو .

هذا: وكنت واضعاً عمامتي و ردائي على الكرسي الذي في جنبي، و المفاجأة هي أنّني و في تلك اللحظات الخطيرة و أنا أرتفع إلى الأعلى و أسقط إلى الأسفل ولم أعلم ماذا سيكون مصيري، فإذا بي اسمع هاتفاً يقول : هذه ملابسك (يقصد الزي الروحاني) ستحفظك !! هذه الكلمة جعلتني أعيش اطمئنانا وهدوء لا نظير له (يقول لي و عيونه تدمع).

من أين هذا النداء؟ ولمن هو؟ وما المقصود منه؟ كلها رموز لم أتمكّن من فكّها وتفسيرها، هذا و المركبة مازالت تأخذ بي هنا وهناك ولا حول لي و لا قوة.

استقرّت بي المركبة المعوجة المدمّرة تماماً، فإذا بالناس قد أتوا و أحاطوا حولها يبحثون عن سائقها المرمي تحت المقعد وهم يعتقدون بأنّه انتقل إلى عالم البرزخ! جاؤوا ليحملوا الجنازة لا غير فإذا بشابٍ جميل سحبني إلى الخارج وهو الذي قام بمساعدتي و الاهتمام بأمري، لم يشاهد الناس في جسدي أثراً للحادث أبداً ، فأخذوني بسيارة تحمل مركبتي الساقطة لأتوجه إلى حيث جئت ، جاء ذلك الشاب ليودعني فخاطبني بلهجته الجذّابة:

(ألم أقل لك أن ملابسك الروحانية ستحفظك؟)

 يا إلهي! من هو هذا! لم أسأله ولم أتابع الموضوع إلا بعد أن ذهب فأسفت كثيراً وما عسى أن يجدي الأسف.

إنّه ولي من أولياء الله جاء لخدمة هذا العبد المذنب، وكم هم كثيرون ! فهل هو من الأبدال الذين ورد عنهم أنهم قوم من الصالحین لاتخلوا الدنیا منهم، إذا مات واحدٌ بدل الله مکانه آخر ، یقیم الله بهم الأرض و هم سبعون ، أم أنّه شخص آخر له علاقة بملكوت الأشياء ؟ أم هو من جملة الشهداء الذين تجسدّوا بعد موتهم كلّها احتمالات معقولة.

عزيزي: هل تعلم بأنّ الشهداء بأرواحهم التي هي جنود مجنّدة قد كوّنوا جيشاً عظيماً و قوياً لدعم المؤمنين في آخر الزمان وكثير من الملائكة هم تحت إمرتهم حافين بهم! أما قرأت عن الملائكة و روح القدس (وحفه بملائكة المقربين و أيّده بروح القدس يارب العالمين ) فانتبه و لا تغفل .

إبراهيم الأنصاري

ليلة الجمعة 

22 جمادى الثانية 1440

الساعة 6:45 مساء