ذل كلّ شيء لكم 20197 20193 20191 هـ - الموافق 02 مارس 2019
رغم صغر سنّه فإنّه لا يتجاوز الثلاثين من عمره إلا أنّه عالي الهمّة وقد ورد في الحديث (قدر الرجل على قدر همّته).
يسكن في مدينة شيراز الجميلة، لا يمتلك أوليات العيش فضلا عن السكن و المركبة للتنقل إلى الحوزة العلمية! لو رأيتَه لحسبت أنّه متسوّل منهك وإذا جلست معه ودار بينكما الحديث سوف تعرف كيف يفكّر الرجل! فهو واحد كألف، ورجلٌ هو أمّة بأكملها، وددتُ أن تمتلك كل مدينة من مدننا واحداً مثل هذا الرجل الفذّ.
من مسؤولياته المهمّة أخذ المؤمنين والمؤمنات اللذين لم يزوروا الإمام الرضا عليه السلام قط، إلى مشهد المقدّسة بتنسيق من جهات مسؤولة، ولا أظن أنّ هناك عملا يعادله فهنيئاً له.
مضت مدّة ولم يتمكن من الزيارة للظروف العامّة و الخاصة فدعوته عندي وكان معي ثلاثة أيام نتحدّث فيها عن حقيقة المذهب الحق و كيفية الدفاع عنه، سألني عن هيئة على الأكبر في البحرين فقلت ننتخب شعاراً في بداية موسم محرم الحرام و نستمر عليه إلى نهاية ذي الحجّة، هذا الشعار يكون المحور للمحاضرات و القصائد و اللطميات واللافتات، يتداوله الشباب و حتّى الأطفال بكثرة حتى يذوب في نفسهم الولائية ويصاحبهم إلى حين الممات!
إليك بعضها (ما رأيت إلا جميلا)(بعين الله)(لقاء الله)(إنّي أحب الصلاة)(وسقاهم ربهم شرابا طهورا)(رضى برضاك)(يا كاشف الكرب).
ثمّ عرضت عليه فيديوهات لكل سنة فأعجبته الفكرة وأجاد بها وكان يتنمى أن تنتشر على مستوى كلّ الشيعة في العالم .
ثمّ دار النقاش بيننا عن الإمامة وأهميتها و عن معرفة الإمام عليه السلام فقلت له كم مساحة محافظتكم بالنسبة إلى كل البلاد قال تقريبا 1:20 ! ثم سألته كم مساحتها بالنسبة إلى العالم كلّه؟ قال:صغيرة جدا! قلت: كم هي مساحتها قياساً بالكواكب و المجرّات؟ قال: لا شيء!!
قلت: لو أحدنا يعتقد بأن الإمام الرضا عليه السلام قياساً لأبي الفضل العباس عليه السلام (رغم علوّ منزلته) هو كالمجرات قياساً لمحافظة فارس!! لم يعرف الإمام الرضا عليه السلام أبداً.
ورد في الحديث (لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من هذه الاُمّة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً)
يفهم من (لا يُقاس بآل محمّد) أي في شيء من الأشياء. (أحد) أي: كائناً من كان. (ولا يسوّى بهم) أي: فضلا عن أن يفضَّل عليهم. (من جرت نعمتهم عليه)، والنعمة هنا عامّة(أبداً) إنّ كلّ ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم. وفي حديث آخر (إنّا صنائع ربّنا والناس صنائع لنا) فهم فاقوا كالنبي كلّ النبيّين فهم أشرف المخلوقات! وقد ثبت ذلك بالعقل قبل النقل .
يا عزيزي: تعرَّف على أئمتك عليهم السلام قبل حلول أجلك فمعرفتهم هي مفتاح لأبواب الجنان وضمان للخلاص من النيران.
إبراهيم الأنصاري
البحرين – جبلة حبشي
24 جمادى الثانية 1440
الساعة السابعة صباحاً