kiii
  • عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

أصحاب الكهف و الهداية الخاصة

20177 20173 20171 هـ - الموافق 18 سبتمبر 2017

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الكهف والهداية الإلهيّة

إنّ قصّة أصحاب الكهف هي آية من آيات الإمام المهدي عجّل الله فرجه وهي مرحلة موت الأرض الوارد في قوله تعالى (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأََرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (عن أبي جعفر عليه السلام : يعني بموتها كفرَ أهلِها و الكافرُ ميِّتٌ فيُحييها اللهُ بالقائم فيَعدلُ فيها فتحيى الأرض و يحيى أهلها بعد موتهم ) فينطبق قوله (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا)(الكهف/8) وتفقد الأرض زينتها ظاهراً ومعنىً هناك ينتهز الدجال الفرصة ويستغلّ حاجة الناس ويخدعهم بسحره فيهيء لهم الأكل و الشرب وبذلك يجعل الناس يعبدونه من دون الله وأمّا المؤمنون فيطعمهم الله مما يطعم الملائكة (التسبيح و التقديس) ولذلك ورد في شأن سورة الكهف (عن النبى صلى الله عليه واله قال : من قرء عشر آيات من سورة الكهف  لم يضره فتنة الدجال) فقوله (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)(الكهف/9). يحتاج إلى جواب هو : أنّ الأعجب هو مقطع موت الأرض لأنّ الله يأخذ الحياة من كلّ الأرض ثمّ يحيها ويرجع فوج من الناس ومنهم أصحاب الكهف و الرقيم .

والمستفاد من الآيات أنّ  هؤلاء لم يكونوا من عامّة الناس بل كانوا نجباء و شخصيات و شخصيات قومهم

وبما أنّ البلد قد عمّه الكفر وهم كانوا موحدّين فكانوا هم الزينة للبلاد و بذهابهم صارت المدينة صعيدا جرزا، و بهم قد بيّن الله آيتين عجيبتين الأولى : الرقود لا النوم أو الموت وهو آية لموت الأرض الثاني: البعث من الرقاد وهو آية لبعث الموتى .

الآن لاحظ الآية العاشرة و قان بينها و بين الآية السادسة عشر لتعرف السرّ الكامل في هؤلاء و شأنهم العظيم .

قال تعالى : (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)(الكهف/10).

السؤال : المطروح هنا هو من هم هؤلاء ؟

الجواب : كانوا فتية بما للكلمة من معني فكانوا من أهل  أهل السير و السلوك نعرف ذلك من خلال العبارات التي ذكرها سبحانه عن لسانهم وأيضاً : كانوا رجال لهم الشأن الكبير من الناحية الإجتماعية وذلك لأنّه بعد أن اطلع الناس أنّهم بعثوا توجّهوا إلى كهفهم و أخذوا يتحسسون أمرهم .

فالنقود في حدّ نفسها لا تكون دليلا على الصدق خصوصاً من أراد استخدامها وهي ترجع إلى ثلاثمائة سنة فالجدير أن يتهم بالجنون أو الشعوذة  و لا ضير في ذلك بل توجّه الناس إليهم دليل على انتشار صيتهم بين الناس فكانوا يعرفونهم حقّ المعرفة بحيث صارت قضيّتهم جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البلاد. ومن أجل ذلك نشاهد أنّه تعالى لا يذكر أسمائهم بل  يعرفهم بصفاتهم (إنّهم فتية) .

الهداية الإلهية:

أهمّ رسالة نكتسبها من هؤلاء هي أسلوب الهداية الإلهية و الوسيلة إلى النيل للكمالات فهؤلاء هربوا من قومهم لا تلقائيا  بل بهداية من الله تعالى بدليل قوله (وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)(الكهف/16).  فالخطاب متوجّه إليهم ، فهذه الآية زماناً متقدّمة على الآية العاشرة وهي : (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)(الكهف/10).  فالسرّ إذن في إيوائهم إلى الكهف هو الهداية الإلهية (فاووا إلى الكهف) ثمّ:

  • لماذا قالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة ؟ لأنه قيل لهم (يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)

*ولماذا قالوا (وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)؟ لأنّه قيل لهم (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)

فجميع أقوال و أفعال أصحاب الكهف تتبع الهداية الإلهية طابق النعل بالنعل ، هذا هو العجب العجاب حيث أن هذا النمط من الدعاء خاص بالأنبياء و الرسل  فهذا إن دلّ على شيء يدل على أنّ أصحاب الكهف لم يفروا من المسؤولية أو أنهم انكشفوا أو تعبوا ! كلا ! بل كانوا يريدون الوصول إلى الكمال والرشد  فهداهم الله إلى ذلك .

هنا سؤال يطرح نفسه وهو كيف وصل هؤلاء إلى هذا المستوى  و كيف عرفوا ماذا يطلبونه من الله ؟

هل كان لديهم مرشد ؟  هل أوحي إليهم ؟ الجواب هو : (...إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)(الكهف/13).

جنود المهدي :

إلى أيّ مستوى وصل هؤلاء  ؟ صازوا من جنود الإمام الحجّة الذي سوف يرجعون في صباح الظهور .

السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا سيظهر في زمن الظهور ؟ الجواب يظهر الأمر (حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)(التوبة/48).  ماذا قيل لهم ؟ (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا) ماذا حدث ؟ ناموا 300 سنة و صاروا من خواص جيش الإمام الحجّة روحي فداه .

النتيجة :

إذا أراد الله أن يهدي شخصا يجعل أمره أمر المهدوية (أمركم ، أمر الله ) بل يربط أمرهم بأمر الإمام المهدي عجّل الله فرجه و يربطه بالكامل بأمر المهدوية ، هكذا في كربلاء : فأصحاب الحسين عليه السلام هم الأفضل في قومهم ابتعدوا عن الناس فأووا إلى الكهف و استشهدوا مع إمامهم ليرجعوا مع الإمام المهدي  فهم أحياء عند ربهم يرزقون وهذا أعظم من الرقاد ،  في زمن الظهور هم رفقاء رغم كونهم من أماكن مختلفة ،  فأصحاب الكهف آية لأصحاب الحسين  من هنا نصل إلى هذا رمز من الرموز  وهو ( لو أراد الله لعبد خيرا يعضعه تحت رحمته و يرفع شأنه فيجعله من رجال الإمام المهدي بل يجعل أمره أمر الإمام كما قال الإمام الحسين (هؤلاء أمرهم أمري) وفرجه فرجه وثاره ثاره ، هذا هو أفضل الطرق للوصول ، فيا أيها الموحدون اسلكوا هذا الطريق فهو الطريق الصحيح وتخلصوا من الطرق الوعرة المنتهية إلى الصحارى و البرارى . ... إبراهيم الأنصاري البحراني – 3 شهر رمضان 1436