Warning: Undefined variable $pre in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 33

Warning: Undefined array key "auth" in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 56
لسان صدق | Alkawthar
Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 131

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 131

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 136

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/header.php on line 136
kiii
  • عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

لسان صدق


Warning: Undefined variable $cats_html in /home3/alkawhar/public_html/article.php on line 206
20177 20173 20171 هـ - الموافق 07 سبتمبر 2017

بسم الله الرحمن الرحيم

لسان صدق

البحث الأول :

عندما يصرِّح كتاب الله العزيز بأنَّه تبيانٌ لكلِّ شيء فماذا يعني من ذلك ؟ بالطبع يريد القول بأنّه يجمع كلّ ما له دور في هداية الإنسان وسوقه إلى الصراط المستقيم .

ولكن هل نتوقَّع من القرآن أن يشرح لنا كلَّ ما فيه بالصراحة من غير أن يغطي الكلام بما يحفظه من شرّ الأعداء  الحاقدين ، ومن الذي كلِّف بإظهار تلك الحقائق غير المعصومين عليهم السلام من أهل بيت محمَّد صلى الله عليه وآله وسلَم ؟

فمن أهمّ أدوار أهل البيت عليهم السلام هو كشف الأسرار المكنونة في القرآن من خلال جمع الآيات المختلفة المنتشرة في السور المختلفة كما أنّ هناك كمّا كبيراً من الآيات المبيِّنة لحقِّهم ومنزلتهم لا يمكن للإنسان أن يطمئن إلى محتواها إلا بعد أن يراجع أحاديثهم عليهم السلام المفسِّرة لتلك الآيات الكريمة التي هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذي ورد في شأنه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى[1]  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى[2]  عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى[3]).

يبقى أن نعرف كيف ننطلق إلى تلك الآيات المترابطة ونعرف المفتاح الذي به تنفتح لنا الأبواب المختلفة فندخل مدن الأنوار و نقتيس من أشعتها .

هناك طرقٌ مختلفة لذلك من جملتها هو الإستفادة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حقهم عليهم السلام الناظرة إلى القرآن الكريم ، وهي كثيرة فمن جملة تلك الأحاديث ما ورد عنه صلوات الله عليه وآله هو حديث المنزلة وهو حديث متواتر، وقد عني بهذا الحديث السيد مير حامد حسين في "العقبات" والأميني في "الغدير" فراجع.  قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام):"أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي". قال ذلك عندما كان متوجهاً إلى غزوة تبوك، فلِم لم يأخذ النبي عليّاً عليه السلام معه في هذه الغزوة، بل تركه ليخلفه في المدينة. ولعلّ ذلك من أجل أنَّه كان يعلم النبي بعدم وقوع القتال في هذه الغزوة، فضاق على عليّ عليه السلام ببقائه في المدينة بعد أن أرجف المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له وبقى مع النساء والأطفال، فلما لحق بالنبي يخبره بما قاله المنافقون قال له النبي: "أما ترضى أن تكون أو: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" (صحيح البخاري ج4 ص42، وكذلك: ج5 ص3،صحيح مسلم ج4 ص187، جامع الأصول ج8).

وفي البخاري أنّ:  "رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا، وقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي".

موسى وهارون:

ورد في الحديث الشريف اسم النبي موسى (ع) والوصي هارون (ع) كرمزين للنبوة والخلافة وقد تحدَّث الباري عنهما بتفصيل في سور مختلفة لم يتحدث بهذه الصورة عن أي نبيٍّ آخر وذلك لأسرار في شخصيتهما والواقع الذي كانا يعيشانه والإنجازات التي حقَّقاها والنتائج الإيجابية والسلبية التي طرأت على بني إسرائيل ، وكلُّ ذلك قد تكرَّر في أمّة رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة بعد ارتحاله.

وسنعرف واقع الأمر في شأن موسى وهارون ونستنير بذلك من خلال نقاط أربع كما يلي :-

الأولى : ماذا طلب موسى (ع) من الله عز وجل وماذا أعطاه.

الثاني : خطاب الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون(ع).

الثالث : ماذا حدث في قصر فرعون، وكيف أن السحرة آمنوا بموسى وهارون وما هو الباعث في إيمانهم.

الرابع  : هارون لسان موسى ومصطلح اللسان في القرآن الكريم.

قال موسى مخاطباً ربّه: ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي   وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي  وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي  هَارُونَ أَخِي  اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي  وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي  كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا )[4]

فطلباته تتلخص في :

* رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي:

والمقصود من شرح الصدر هو بسطه بنور الهي وسكينته وروح منه بحيث يدفع عنه كلّ ضيق قال تعالى :(فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ...) (الأنعام/125).

ولا شك بأنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم لم يكن يدعوا الله سبحانه أن يخفِّف عليه التكليف وأن يسهَّل عليه الأحكام كيف وهو الذي كان قد ضحي بكل غال وثمين في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى كما قال سبحانه (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)(الكهف/6). وقال (...فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(فاطر/8). بل يريد القول بأنّ لهذه الرسالة شدائد و مكاره فاشرح لي صدري حتى لا يضيق اذا ازدحمت علي و دهمتني قال تعالى ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (الأعراف/2).

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}(الحجر/97) ولذلك لم يقل "اشرح صدري " بل قال "اشرح لي صدري" وسنتحدَّث عنه في قوله تعالى " يسِّر لي" .

* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي:

ويقصد منه أمر الرسالة ولم يكن يطلب من الله سبحانه ان يخفف في رسالته بل كما بيَّنا كان يتحمل عبأ الرسالة وإنّما سأل ربّه أن يجعلها على ما بها من العسر و الخطر يسيره بالنسبه اليه هينّة عنده بدليل قوله:  "و يسِّر لي " فالمقام هذا مقام يفيد الاختصاص فيريد أن يتيسَّر الأمر بالنسبة إليه خاصة رغم صعوبته وشدِّته قال تعالى : {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}(الأعلى/8). – واليسر مؤنث أيسر - و أي الطريقه اليسرى و التيسير التسهيل اي و نجعلك بحيث تتخذ دائما أسهل الطرق للدعوه و التبليغ قولا و فعلا فتهدي الناس و تصبر على أذاهم والطريقه اليسرى هي طريقة الفطرة فالايه في معنى قوله حكايه عن موسى:( حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ... )(الأعراف/105).

* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي: 

ما هو المقصود من العقدة في اللسان ؟ هل هو ما قيل بأنّه  كان في لسانه رته من جمره ادخلها فاه ؟ لا نقبل هذه القصّة التي سردوها لنبي من الأنبياء أولي العزم لأنّها تخالف القرآن نفسه فعند ربط الآيات بعضها ببعض نستنتج أن المقصود هو غير ما ذكره القوم .

فهناك آيات مختلفة في هذا المجال من خلالها يمكننا أن نعرف المشكلة التي كان يعاني منها موسى (ع):

* الآية الأولى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ،وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ، وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ)(الشعراء/12-14).

* الآية الثانية : (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي، وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي}(القصص/33،34).

من خلال الآيتين نعرف بأن المشكلة تكمن في أمر واحد وهو أنّه كان يخاف أن يكذبونه وبالنتيجة لا يتمكن من أداء الرسالة بالوجه المطلوب  فطلب من ربِّه أن يرسل إلى هارون  ليستمد منه و يتخذه عونا له كي يصدِّقه فيما يقول وبذلك يكون قد أدى تكليفه الذي على عاتقه ، والتكذيب بطبيعة الحال يوجب ضيق الصدر وأيضاً حدوث عقدة في اللسان بحيث لا يتمكن أن يتحدث معهم بحرِّية كاملة ومن هنا نعرف أن قوله واحلل عقدة من لساني يعني أنّ لسانه لا ينطلق وقوله عن هارون أنّه  أفصح منِّي لساناً يعني أنّه ينطق بطلاقة وحرّية من دون ترديد وتعقُّد ، وهذا لا يعني أنَّ هارون هو الناطق فحسب بل يبقى موسى هو الناطق الرئيس وهارون يكون ردءاً له يصدِّقه فيما يقول.

وأمّا قصَّة القتل فهي تنصب في نفس الغاية حيث أنّ لديهم مبرر لعدم قبول قوله ، رغم أنّ هناك مجوزاً شرعياً للقتل ولكنَّهم لجهلهم بالحكم لن يصغوا له فهناك خوف من أن يراق دمه ولذلك قال " ولهم علي ذنب " فباعتقادهم يعدّ موسى من المذنبين فينبغي أن يقتل ، فلو قتل فحينئذٍ قد كُذِّب عملاً من غير قول فبالنتيجة قد انصبّ الخوف من القتل في التكذيب أيضاً.

من هذا المنطق نتمكن من معرفة قوله تعالى "يفقهوا قولي" ولم يقول و لم يقل " يعلموا قولي"  و التنكير في عقدة للدلاله على نوعية خاصة من العقدة ، فما هي تلك النوعية ؟ يستفاد من الوصف المستفاد من قوله " يفقهوا قولي " أنّ العقدة تمنع من فقه قوله أي يستوعبوا قولي بقلوبهم، فالفقه يرتبط بالقلب لا باللسان أو العقل حيث أنّ  الفقه هو الفهم الدقيق بدرك حقائق الأشياء، فبمجيء هارون سوف تزال الحجب عن بني إسرائيل أولئك اللذين يمتلكون شيئاً من الفطرة  فيفقهوا قولَه كما صرَّح السحرة بذلك في قولهم (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ،رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)(الأعراف/121،122).

 وربما كان هارون(ع) معروفا بين الناس فلم يكن محرجا منهم مثل ما كان موسى (ع) فهو قد تربّى في حضنهم ( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ)[5]  ثم قال ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي  هَارُونَ أَخِي )  قال في المفردات: "الوزر الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل والوزر الثقل تشبيها بوزر الجبل ". فموسى يريد من الله أن يتحمل عنه هارون شيئاً من الثقل، و لم يقتصر على الطلب، بل اقترح  أخاه لهذا المنصب فقال :  "هارون أخي" .

 وذلك من خلال الوزير الذي هو هارون أخوه الذي سيقوّي ظهر موسى فيعتمد عليه ويكون شريكاً معه في أمر الحكومة وكلُّ ذلك من أجل غاية واحدة هي غاية خلق الإنسان:

{كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا}(طه/33). {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}(طه/34).  وهي العبودية التي يركِّز عليها الله سبحانه كما في قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}(الأحزاب/41). {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}(الأحزاب/42).

البحث الثاني: خطاب الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون(ع).

الله سبحانه وتعالى يأمر موسى وهارون (ع) ويخاطبهم خطاب غريب، والقرآن الكريم مثاني، مثاني يعني تجمع آية مع آية،في مكان يقول الله عز وجل في سورة طه{ فَأْتِيَاهُ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى[6] }القصد هنا أن كليهما رسول،ولكن لا تتصور أننا إثنان، نحن واحد،"وأنفسنا وأنفسكم"، ولهذا في سورة الشعراء يقول الله عز وجل { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ[7] } فنحن حقيقة واحده،لا يوجد فرق،كما هو الحال بالنسبة إلى محمد(ص) وعلي(ع)، أنفسنا وأنفسكم حقيقة واحدة،نور واحد، وكذلك الزهراء والأئمة الأطهار (ع) هم نفس رسول الله(ص).

 البحث الثالث: ماذا حدث في قصر فرعون، وكيف أن السحرة آمنوا بموسى وهارون وما هو الباعث في إيمانهم.

موقف فرعون وجواب موسى(ع) : القرآن يقول في سورة طه {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى[8] } قال فمن ربكما يا موسى" لم يقل يا موسى وهارون،لأنه يعرف  أن القضية قضية موسى،هو همش هارون وكأن هارون لا قيمة له، فيجيب موسى (ع) {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى[9] }ما معنى كل شيء خلقه؟ النبوة ترتبط بالخلق كما أثبت علماء الكلام، النبوة أمر طبيعي، الله سبحانه وتعالى جعلها ضمن نظام الخلق،أما الإمامة فهي ضمن الأمر، ضمن الهداية،يعني تفضل،لقوله تعالى { إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ[10] } الأئمة يدلون الناس على النبي،ولهذا يقول سبحانه وتعالى {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى[11] وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى[12] }، {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ[13]}، { إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ[14] } المهم جواب موسى(ع) {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى[15] } السحرة كانوا يسمعون هذا الكلام العجيب، {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ[16]  قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[17] رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[18] } يعني خروا سجدا،خروا سجدا من خشية الله ولسان حالهم يقول سبحان الله والحمد لله، أم سلمه امرأة عظيمه وعظمتها في قولها عند وفاة زوجها "إنا لله وإنا إليه راجعون" وصلت إلى مستوى أن أودع عندها الإمام الحسين ودائع الإمامه، لها مقام عظيم، في سورة طه {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى[19] }قدموا هارون على موسى وهذه ضربة قوية لفرعون الذي همش هارون وفي آية أخرى في سورة الأعراف{وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ[20]  قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[21] رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[22] } ليس القصد العالمين القصد رب موسى وهارون، ليس هناك فرق بين موسى وهارون كقولنا يا محمد يا علي ويا علي يا محمد، موسى وهارون حقيقة واحدة، ومحمد وعلي حقيقة واحدة النبي والوصي،"أنت مني بمنزلة هارون من موسى" ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[23] } ،

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [24]} ،{ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى[25] } ، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [26] } الأئمة دورهم أنهم يهدون لأمر الله،هذا بالنسبة لهذا البحث والمقايسة بين موسى وهارون ومحمد(ص) وعلي(ع).

البحث الرابع وهو حول اللسان:

أن هارون كان لسان موسى(ع) وعلي(ع) لسان الرسول(ص)، ليس فقط لسان الرسول لسان الأنبياء جميعا، ولسانك أنت أيضا، هو لسان البشرية جمعاء، هناك آيات من القرآن الكريم تفيد ذلك وسوف أستفيد من كلام الإمام الراحل(قدس) لإثبات ذلك، القرآن الكريم في سورة الشعراء فيها تلخيص لكل قصص الأنبياء بشكل لطيف جدا،يقول الله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم الخليل { رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ[27] }

الصالحين من هم؟ { وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا[28] }الأنبياء هم في صراط مستقيم ولكن رسول الله عندما يخاطبه الله عز وجل { يس[29] وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ[30] إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ[31]  عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[32]} "على" يعني استعلاء، الذي هو على الصراط رسول الله (ص) وأمير المؤمنين(ع) والذين هم في صراط هم النبيين والشهداء والصالحين، سيدنا ابراهيم(ع)يطلب من الله عز وجل { رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ[33] } التعبير واضح جدا { وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ[34] } لم يقل في الآخَرين قال في الآخِرين، في القرآن عندنا الآخِرين والآخَرين،الآخِرين في مقابل الأولين، في قصة نوح يقول الله تعالى {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ[35]}   تركنا عليه يعني أبقيناه، ولهذا يقول سبحانه وتعالى {سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ[36]} يعني نوح موجود، سيدنا ابراهيم(ع) قال{ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ[37] } يعني أريد شخص يتكلم بإسمي، ليس فقط سيدنا ابرهيم طلب ذلك، الأنبياء كلهم طلبوا ذلك، والدليل عليه قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم { فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاَّ جَعَلْنَا نَبِيًّا[38] وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا[39] } كلمة عليا بدل ولا يصح أن تكون مفعول ثان، يوجد نقطه في القرآن الكريم وهي موسيقية الآية إن صح التعبير، { وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا[40] } وفي آية أخرى{ وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا[41] }، "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" هذه النغمة الخاصة تجعلنا نفكر بهذا السياق، والله سبحانه وتعالى هو العليّ وفيها إشارة أيضا إلى أمير المؤمنين(ع)، ويوجد هناك ارتباط، يوجد رواية عن الإمام الراحل(قدس) يذكرها في كتبه "التعليق على الفوائد الرضويه" و"شرح دعاء السحر" و "تفسير البسمله":

الرواية كالآتي:"عن رسول الله (ص) (كان أخي موسى عليه السلام عينه اليمنى عمياء، و كان أخي عيسى عليه السلام عينه اليسرى عمياء و أنا ذو العينين ) الإمام (قدس) له تعليق لطيف جدا على هذه الروايه، يقول أن المقصود أن عيسى(ع)كانت نظرته نظرة جماليه، وموسى نظرنه نظرة جلاليه،قهريه،حيث نقول الله جلّ وعلا، لم؟ لأن الأمة لا تتحمل،  النقص ليس في النبي النقص في الأمة،فهو كان ينظر إلى الأمة من هذه النظرة،طبيعة المسيحيين طبيعة اليهود هكذا، ولهذا نسخت الأديان وصار الدين الإسلامي هو الدين الميمن على الأديان، المسيحيون الآن لهم هذه الصبغة،الصبغة الجمالية،العشق،ولهذا هم أذلاء في العالم،واليهود هم المسيطرون،اليهود فيهم الصبغة الخشنه، {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[42] } تلك طبيعة اليهود حتى مع نبي الله موسى(ع)، هم أصل الفتنة، أما رسول الله (ص) ذو عينين،نظرته نظرة جمال وإجلال،نظرة شامله، رحماء بينهم أشداء على الكفار،في الآية الكريمة يقول سبحانه وتعالى {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ[43] وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ[44] وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ[45]} ، الرواية تشرح الآية تقول المقصود من العينين رسول الله(ص)، والمقصود من اللسان أمير المؤمنين علي(ع)، والمقصود من الشفتين أن فيهم عذوبة وهم الحسن والحسين (ع)، ويوجد روايات تشرح  الآية الكريمة { فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ[46] وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ[47] فَكُّ رَقَبَةٍ[48]}

عن ابان بن تغلب عن ابى عبدالله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك قوله :" فلا اقتحم العقبه " قال :من اكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبه ونحن تلك العقبه التى من اقتحمها نجا ، قال : فسكت فقال لى : فهلا افيدك حرفا خير لك من الدنيا وما فيها ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : قوله : " فك رقبه " ثم قال : الناس كلهم عبيد النار غيرك واصحابك ، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا اهل البيت .الآية المباركة {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[49]  إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ[50]  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ[51]}والشاهد على الموضوع {إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ[52]  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ[53]} من هم؟ الرواية عن الإمام موسى الكاظم"(ع) يقول:"هم والله شيعتنا"، وفي مقابلهم {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ[54]  قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[55]} أي لم نكن من أصحاب الأئمة، في اصول الكافى ..عن أبى الحسن الماضى عليه السلام قال : قلت : " لم نك من المصلين " قال :  انا لم نتول وصى محمد والاوصياء من بعده ولا يصلون عليهم .  {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(الأحزاب/56) ، لا أريد القول أن هذا ظاهر الآية ولكن لا بد من القول أن القرآن له ظاهر وله إبطن ولا بد من العثور على الشواهد، فإذا عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام هو لسان صدق للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله . 

[1] النجم3

[2] النجم4

[3] النجم5

[4] طه25-33

[5] الشعراء18

[6] 47

[7] الشعراء16

[8] طه49

[9] طه50

[10] الرعد7

[11] الأعلى 2

[12] الأعلى 3

[13] الشعراء78

[14] الرعد7

[15] طه50

[16] الأعراف 120

[17] الأعراف 121

[18] الأعراف 122

[19] 70

[20] الأعراف 120

[21] الأعراف 121

[22] الأعراف 122

[23] الأعراف 54

[24] النساء 59

[25] طه50

[26] الأنبياء73

[27] الشعراء83

[28] النساء 69

[29]يس 1 

[30] يس 2

[31]يس 3 

[32] يس 4

[33] الشعراء83

[34] الشعراء84

[35] الصافات78

[36] الصافات79

[37] الشعراء84

[38] مريم 49

[39] مريم 50 

[40] مريم 50 

[41] مريم 53

[42] البقرة 61

[43] البلد 8

[44] البلد9

[45] البلد10

[46] البلد 11

[47] البلد 12

[48] البلد 13

[49] المدثر38

[50] المدثر39

[51] المدثر40

[52] المدثر39

[53] المدثر40

[54] المدثر42

[55] المدثر43


Warning: Undefined variable $relbook_html in /home3/alkawhar/public_html/article.php on line 223
تاريخ الإنشاء: 20177 20173 20171 هـ -الموافق 03 يوليو 2017


Warning: Undefined variable $page_id in /home3/alkawhar/public_html/sidebar.php on line 11

Warning: Undefined variable $page_id in /home3/alkawhar/public_html/sidebar.php on line 15

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/footer.php on line 51

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/footer.php on line 51

Warning: Undefined variable $is_page in /home3/alkawhar/public_html/footer.php on line 54