رمز الغدير
بسم الله الرحمن الرحيم
(رمز الغدير)
إنّ واقعة الغدير وإن كانت في ظاهرها حادثة وقعت في اليوم الثامن عشر من ذيحجة ولكنّها عظيمة للغاية فهي وقعت بعد حجّة الوداع التّي اجتمع فيها عدد كبير من المؤمنين و بعد خروج الحجّاج من عرفة وبعد أن تطهَّروا من الذنوب وازيلت منهم الأدناس وبعد ان قضوا تفثهم ووفوا بنذورهم وتوجّهوا إلى البيت العتيق ، فوقع الحجّ ثمّ الولاية هذا إن دلّ على شيء فيدلّ على أنّ الحج مقدّمة للولاية .
- صراخ إبليس : في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يذكر في حديث غدير خم، انه لما قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ما قال واقامه للناس، صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأ ضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " فقال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: بسم الله الرحمن الرحيم " ان عبادي ليس لك عليهم سلطان " قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا:يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك، قال: فقال أبو عبد الله (ع): والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه والمؤمن لا يستقل عن دينه)
مقارنة بين السجدة لآدم وبيعة الغدير:
- التهيئة والتمهيد : السجدة :إنّ الله هيّأ آدم و أكمله (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا ِلأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ)(الأعراف/11). ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)(الحجر/29).(خلقت بيديّ) ثمّ طلب من الملائكة السجود لآدم .
- البيعة: إنّ الله خلق علياً عليه السلام وأوصله إلى الكمال وبيّن فضائله في القرآن وأيضاً من خلال أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله (لا حظ كتب فضائل أمير المؤمنين ) ثمّ أصرّ على الناس في يوم الغدير أن يسّملوا أمرهم إليه (في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس قولوا الذى قلت لكم وسلموا على علي بامرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير.) فالفاعل في كلا الأمرين هو الله سبحانه وتعالى ، وفي كلا الأمرين هناك إصرار وتأكيد خصوصاً أنّ رسول الله استقرّ في الغدير ثلاثاً حتّى يلتحق به كل من تأخّر عنه .
- التوبيخ والتقريع : إنّ الله يوبّخ إبليس على عدم انقياده للسجدة فكذلك يوبّخ أشد التوبيخ من تخلّف عن البيعة كما في قوله تعالى (إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين).
- الطغيان : قد طغى في البدء إبليس عليه اللعنة ثم تبعه الناس وقد حصل هذا الأمر في واقعة الغدير أيضاً
- - السرّ في عدم انقياد ابليس : هو يقول أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين ولكن القصّة تكمن في أمر آخر أعمق وأدقّ فنزاع إبليس له جذور ترجع إلى موضوع آخر وهي الخلافة فاستمرار القصّة قد ذكرت في سورة الأعراف (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا ِلأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ)(الأعراف/11). (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(الأعراف/12). (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ)(الأعراف/13). (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(الأعراف/14). (قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ)(الأعراف/15). (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)(الأعراف/16). (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)(الأعراف/17). (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)(الأعراف/18). (وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ)(الأعراف/19). (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ)(الأعراف/20). (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ)(الأعراف/21).(فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)الأعراف/22). (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)(الأعراف/23). (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(الأعراف/24). (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)(الأعراف/25). (يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(الأعراف/26). (يَابَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)(الأعراف/27).
- فالعاقل يعلم أنّه ليست علة النزاع هي موضوع النار والطين بل إنّ الله يُخرج ما في باطن إبليس عليه اللعنة، فهو يقول (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)(الأعراف/16). فنزاعه في الصراط ليس إلا، فالمشكلة تكمن في الصراط المستقيم هو لا يريده ، أي نفس النزاع الواقع في الغدير فتأكيد الله هو على الصراط وإصرار العدوّ هو من أجل الصراط فالنزاع كلّ النزاع هو في الصراط لا غير ، بفارق رئيس وهو : أنّ السجدة وقعت من أجل نور الصراط المتواجد في صلب آدم عليه السلام والبيعة وقعت من أجل نفس الصراط المجسّم الذي كان يده في يد الرسول صلى الله عليه وآله .
- السجدة برزخيّة والبيعة ظاهرية : فالسجدة البرزخية التي حققتها الملائكة لآدم تعني التسليم والإنقياد وهي تختلف عن السجدة المادية الدنيوية ، فتلك السجدة البرزخية المفهومية في تلك الجنّة تصويرها هي البيعة المادية الصورية الظاهرية وفي كلاهما يتحقق الإنقياد لله بالأصالة الأوّلية ولنور عليّ المبطّن في آدم بالتبع ولآدم بالتبع الثانوي.
- شيطنة إبليس : المفروض أنّ إبليس يترك آدم ولا يزاحمه لأنّه لا عداء بينه وبين آدم في الظاهر ، فلماذا يصرّ على إغوائه ؟ وذلك بنحو فجيع يقول سبحانه : (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً)(الإسراء/62). والسبب هو أنّ إبليس كان يعادي خلافة آدم وكان يريد أن يمنع أولاده من السير على الصراط المستقيم (عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال لما امرالله نبيه (صلى الله عليه وآله) أن ينصب أميرالمؤمنين (عليه السلام) في قوله (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على) بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلى مولاه فجائت الا بالسة إلى ابليس الاكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال ابليس مالكم؟ فقالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لايحلها شئ إلى يوم القيامة، فقال لهم ابليس كلا ان الذين حوله قد وعدونى فيه عدة لن يخلفونى، فأنزل الله على نبيه. (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)(سبأ/20). ) واللطيف أنّه يقول : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)(الأعراف/17). فهو عليه اللعنة يريد إبعاد الناس عن الولاية ، فنزاع آدم هو نزاع الغدير ومشكلته مشكلة الخلافة والولاية والجدير بالذكر ما في قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)(المائدة/66). وقد جائت بعدها مباشرة آية البلاغ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(المائدة/67). ويأكد ذلك قوله ( في تفسير العياشى عن حمران بن أعين عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا..)(المائدة/68). قال هو ولاية اميرالمؤمنين (عليه السلام).)
* خليفة الربّ وخليفة الله : إنّ الله قد أكّد للملائكة بجدّ أن يسجدوا لآدم عليه السلام وبنفس العزم والإصرار أكّد لأجل البيعة رغم أنّ في قصّة آدم الخلافة كان للربّ (إذ قال ربّك إنّي جاعل في الأرض خليفة) وفي واقعة الغدير الخلافة كان للإسم الأعظم وهو الله تعالى لأنّ علياً عليه السلام هو خليفة الله تعالى ، فمع عدم قبول خلافة آدم سوف يضيع النظام الإلهي بأكمله .ولذلك قال (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ......)
ولكن لا شكّ أن غدير خم هو أفضل من واقعة السجود ، لأنّ الغدير هو الأصل والسجود هو الفرع ، حيث أن من أجل الغدير وقع السجود فعلة خلق آدم هو (إنّي جاعل في الأرض خليفة) فهناك كان نور علي عليه السلام الذي يمثل الصراط وهنا حقيقة علي عليه السلام وشخصه الذي هو الصراط العيني . ولا يخفى أنّ الخلافة كانت متواجدة قبل خلق آدم ومن أجلها خلق آدم كما أنّ واقعة الغدير لا تدل على أنّ الخلافة قد ثبتت لأمير المؤمنين عليه السلام في تلك الواقعة .
* أصحاب علي أعظم من الملائكة : وبطبيعة الحال نستنتج أنّ أصحاب عليّ عليه السلام الذين بايعوه حقّاً هم أعظم من الملائكة الذين سجدوا لآدم . (وَ مِنَ الدَّعَوَاتِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْغَدِيرِ ما نقله الشَّيْخِ الْمُفِيدِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ عَلِيٍّ وَلِيِّكَ وَ الشَّأْنِ وَ الْقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُمَا بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ ... أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ الْعَهْدَ فِي أَعْنَاقِ خَلْقِكَ وَ أَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّينَ مِنَ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَ الْمُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ لَا تُشْمِتَ بِي حَاسِدِي النِّعَمِ اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الْأَكْبَرَ وَ سَمَّيْتَهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ وَ فِي الْأَرْضِ يَوْمَ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَسْئُولِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنَا وَ اجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا وَ لَا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَ اجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ... اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هَذَا الْيَوْمِ وَ أَنْكَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لِإِطْفَاءِ نُورِكَ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَ اكْشِفْ عَنْهُمْ وَ بِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُبَاتِ اللَّهُمَّ امْلَإِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ )