أهم أسرار المشيء إلى كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أهم أسرار المشيء إلى كربلاء
هناك أحاديث كثيرة مشجعة على المشيء إلى قبر سيد الشهداء عليه السلام نذكر بعضها لنبيّن بعض أسرار المشيء إلى حرم أبي الأحرار عليه السلام
الحديث الأوّل: عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال: (قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة، حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من المفلحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له: أنا رسول الله ربك يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى) « تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج6 ص43».
الحديث الثاني : عن جابر المكفوف، عن أبي الصامت قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشيا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة) « كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص255».
الحديث الثالث: عن سدير الصيرفي، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام قال: (ما أتاه عبد فخطا خطوة إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه سيئة) « المصدر السابق ص256».
الحديث الرابع :عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة لذنبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه...) « ثواب الأعمال للشيخ الصدوق ص91».
الحديث الخامس: عن أبي سعيد القاضي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غرفة له فسمعته يقول: من أتى قبر الحسين ماشيا كتب الله له بكل خطوة وبكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل) « وسائل الشيعة للحر العاملي ج14 ص442».
السرّ في أهميّة المشيء إلى كربلاء:
علماً بأن ثورة الإمام الحسين عليه السلام لها أبعاد مختلفة ومن أهمّها ترغيب الأمّة وتحريكهم إلى ركب الإمام المهدي روحي فداه فالمشي ميدانياً هو تعبير عملي لذلك الإنطلاق العظيم إلى بيت الله الحرام ومن ثمّ إلى الكوفة للإلتحاق بجيش الإمام الحجّة عجّل الله فرجه ،في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سهل بن زياد عن عبدالعظيم بن عبدالحسنى قال: قلت لمحمد بن على بن موسى (عليهما السلام): (..القائم الذى يطهرالله عزوجل به الارض من اهل الكفر والجحود، و يملاءها عدلا وقسطا هو الذى تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمى رسول الله وكنيه (صلى الله عليه وآله) وهو الذى تطوى له الارض، ويذل له كل صعب يجتمع اليه اصحابه عدة أهل بدر ثلثماة وثلثة عشر رجلا من أقاصى الارض، وذلك قول الله عزوجل اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كلشئ قدير فاذا اجتمعت له هذه العدة من اهل الاخلاص أظهرالله أمره فاذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج باذن الله عزوجل فلا يزال يقتل أعداءالله حتى يرضى الله تعالى) وفي رواية سدير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من احلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فأرحل إلينا ولو على رجلك). الكافي 8/264 / ح383
فالسير إلى كربلاء يذكّرنا بالإنطلاق نحو مهدي الأمّة قائم آل محمد وعلى ضوئه سنقايس بين السير إلى كربلاء والإنطلاق نحو الإمام الحجّة عجّل الله فرجه :
عندما يسير الإنسان نحو كربلاء مع هذا الزحف الهادرفهو لا يحتاج إلى المال أصلا لأنّ كلّ شيء متوفّر بلا ثمن .. وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي حيث تنعدم القيمة المالية للأشياء . كما أنه يأمن على عياله وأولاده أكثر من أي وقت و مكان آخر وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي حيث يسافر الشخص تاركا أهله غير خائف عليهم ليعيشوا جميعا منتهى الأمان . كما أنّه لا يتعرض إلى أي مرض إن لم يكن العكس صحيحا حيث كم من شخص مريض لا يقوى حتى على المشي رجع معافى إلى بيته وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي فلا مرض ولا سقم يصيب أتباع بقية الله عجل الله فرجه كا أنّه نه لا يخشى من حوادث الطبيعة وإن أصابته بعض منها فلا تؤثر عليه سلبا .. وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي . فإن الحيوانات المتوحشة كالذئاب والضباع والحيات والعقارب وغيرها لا تقترب أبدا منهم وإن اقتربت فلأجل أن تتبرك بتراب أقدامهم وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي . والجدير أنّه تنتهي عنده الرغبة بحب الذات فتراه يتفانى من أجل الآخرين .. وهذا ما سيكون في دولة العدل الإلهي فإنه يسعى للوصول إلى مرضاة الله تعالى من خلال بوابة الحسين عليه السلام .. وهذا ما سيكون عليه اتباع بقية الله من خلال بوابة المهدي الموعود أرواحنا له الفداء .