بحث قرآني روايى عرفاني حسيني. ننطلق إلى البحث من خلال مجموعتين من الآيات : الأولى : الآيات الدالة على التصوير الإلهي وأبرزها (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)(التغابن/3). فصورة الإنسان تتطابق مع السماء و هم أهل البيت عليهم السلام و هم الحق وهو أحسن تقويم ففي الحديث (عِتْرَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ هُمْ كَالسَّمَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَ الْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ وَ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ) وأيضاً في تفسيرعلى بن ابراهيم (والسمآء رفعها ووضع الميزان) قال: يعنى الامام (عليه السلام) عن أبى الحسن الرضا (ع) في قوله: " الرحمن علم القرآن " قال: الله علم محمد القرآن قلت: " خلق الانسان " قال: ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: " علمه البيان " قال: ... قال: السماء رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفعه الله اليه، والميزان امير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه لخلقه، قلت: الا تطغوا في الميزان قال: لا تعصوا ) الثانية: الداله على الصبغة الإلهية (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)(البقرة/138). وعن أبي عبد الله (ع) قال: «صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق». وهذا هو المرتبة العالية من الإسلام. و قد ورد«تخلّقوا باخلاق‏ اللَّه‏». وطريق الإنصباغ بالصبغةهي : 1-الصلاة 2-الأدعية ... 3-إدخال السرور في قلب الإمام ... 4- الموافقة 5-الإحتساب : والموافقة: الإنسجام مع الإمام في مصائبه الأنبياء و الموافقة وقد اتبع هذا الأمر عدد من الأنبياء و الرسل كآدم عليه السلام و نوح عليه السلام وإبراهيم وإسماعيل حيث أصيبوا موافقة للإمام الحسين عليه السلام وبعضهم سقط من على فرسه . وأمّا الإحتساب وهو الصبر و التضحية مُدّخرًا أجره عند الله فعن الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله عزوجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .ولذلك قال العبّاس ابن عليّ لأخيه من أبيه واُمّه عبد الله بن علي: تقدّم بين يدي حتّى أراك وأحتسبك فإنّه لا ولد لك فتقدّم بين يديه .