نور الأربعين (الحلقة الثانية)
الموضوع: نور الأربعين، نور الأربعين (الحلقة الثانية)
إنّ طريق القدس يمرّ من كربلاء ، فلن تنتهي الحركة عند الإمام الحسين عليه السلام بل كربلاء إنّما هي حلقة وصل بين الأمّة الجيّاشة وبين إحدى أهمّ المواقع المهدوية أعني المسجد الأقصى حيث يقتدي بالإمام النبي عيسى بن مريم على نبينا وآله و عليه السلام.
فيا ترى ما ماذا سيتجسّد ميدانيا حين الخروج من كربلاء ؟
اقول لا بدّ أن يكون الإنطلاق نحو القدس لا غير تجسيداً لقوله تعالى (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ،فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ، فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ،فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)(العاديات/1-5). فهذه صفات فرسان الهيجاء أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .
هذا و لا يخفى عليكم أعزائي أنّ من يقطن في المدينة المنوّرة عليه أن يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلّم ويستاذن منه أولا ثمّ يستأذن من الصديقة الطاهرة عليها السلام و الأئمة المعصومين الأربعة عليهم السلام ومن يقيم في النجف الأشرف فيذهب إلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام ، كذلك من هو في الكاظمية و سامراء ،فهذا له تأثير معنوي فردي كبير لا محالة .
ولكننا لو نظرنا إلى الأمر من منظور اجتماعي سياسي فاستنطقنا قلب المحبّ وكشفنا ضميره رأينا بوضوح أنّه ينطلق من العتبة الرضوية التّي هي مهدٌ للثوّار المهدويين الكربلائيين الصامدين ، هكذا شاء الله تعالى كما في قوله تعالى (... وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد/38). وقد أكّدت عليها الأحاديث الكثيرة ، (روى ابو بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: «ان تتولوا يا معشر العرب يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ» يعنى الموالي) إشارة إليهم، قال في مجمع البيان روى أن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه؟ و كان سلمان الى جنب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فضرب عليه السلام يده على فخذ سلمان فقال: هذا و قومه) الجدير بالذكر أن الخط من مشهد الرضا عليه السلام إلى كربلاء إلى القدس تقريباً مستقيم لا اعوجاج فيه !
اللطيف ما في شعر الشعراء حيث يطلبون من الإمام الرؤوف أن يحجز لهم تذكرة كربلاء لاحظ الشاعر ماذا يقول ( سلطانی و ما رعیت ملک رضاییم) أنت السلطان و نحن رعايا ملكك يا علي بن موسى (همواره در این سلطنتت جمله گداییم) دائماً نحن متسولون في دولتك (کی تحفه ی شاهانه به پابوس تو گیریم ) متى نستلم منك التحفة الملكية حين زيارة عتبتك المقدّسة (ما منتظر تذکره ی کرب و بلاییم) فنحن ننتظر تذكرة كربلاء .
وأجمل من هذا ما بيّنه هذا الشاعر (ما در ره ثامن الحجج می میریم ) نحن نموت في طريق ثامن الحجج (از طوس سراغ کربلا می گیریم) مِن طوس نسال عن كربلاء (امروز چو چشمه های سرخ اشکیم) اليوم نحن كنبع الدموع الحمراء (فردا به رکاب منقم تکبیریم) ولكن غداً سنكبّر ونحن في جيش المنتقم المهدي .
إطرح سؤالاً حول هذا الموضوع: