يوسف(13)
الموضوع: مسيرة البشرية في سورة يوسف، يوسف (13)
وَ مِنْ خَبَرِ ضِرَارِ بْنِ ضَمْرَةَ اَلضَّابِيِّ حَمْزَةَ اَلضَّبَائِيِّ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَ مَسْأَلَتِهِ لَهُ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَدْ أَرْخَى اَللَّيْلُ سُدُولَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ اَلسَّلِيمِ وَ يَبْكِي بُكَاءَ اَلْحَزِينِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّفْتِ تَشَوَّقْتِ لاَ حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ اَلزَّادِ وَ طُولِ اَلطَّرِيقِ وَ بُعْدِ اَلسَّفَرِ وَ عَظِيمِ اَلْمَوْرِدِ
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ اظَّالِمُونَ)(يوسف/23).
(...وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ اظَّالِمُونَ)(يوسف/23).
المجمع: المراودة المطالبة بأمر بالرفق و اللين (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ)
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) فكون يوسف في بيتها له دور في المراودة.
غَلَّق:
فغلَّق غير غَلَقَ أو أَغْلق، فهو يدلُّ على الشدّة والكثرة،
الأبواب:
كانت تعلم برفض يوسف ما تريد هي .لأن (الستر) لا يحتاج إلى تغليق كل الأبواب. لأنَّ الظروف كانت في صالح المرأة لأنها تعيش في القصر عِـفَّة يوسف عليه السلام:
الغرض من هذه الآية هو بيان عفَّة يوسف عليه السلام فقط ، لا عتاب امرأة العزيز ولذلك لا يذكر اسمها ولا يتطرق إليها تفصيلا. ولذلك في المقدمة قال "كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ" فأراد أن يبين مصداق من مواقف هذا المحسن رغم أنَّه كان في بيتها ولم يخرج منه، فلم يأت من خارج الدار إليها فجميع الأمور كانت مهيأة له .
الفرآن حجة:
أولاً: كان يوسف جميلا للغاية.
ثانيا: وصل إلى مرحلة البلوغ فكان في عنفوان شبابه.
ثالثا: كان يعيش في النعيم من غير أن يوجه الصعوبات .
رابعا: أن الملكة أيضا كانت جميلة وبطبيعة الحال كانت متزينة.
خامساً: أنه كانت لها سوابق الإكرام ليوسف، فهي التي أكرمت يوسف فمن واجب يوسف أن يجيبها.
سادساً: هي التي تعرضت لا أنّ يوسف أقدم فهذا أيضا مبرر للشباب بالخصوص، هي راودته من شدة المراودة أنها قدّت قميصه من دبر
سابعاً: مضافا إلى أنها هي التي ربت يوسف وأوصلته إلى هذه المرحلة فهي عزيزة مصر وسيدة يوسف فلابد إذاً أن يطيعها
ثامناً: كانا في خلوة القصر ولم يكن أحد غيرهما وكانت الأبواب مغلقة مضافاً إلى أن القصر كان هو دار يوسف فليس هذا آخر مرة يراها فلا مجال للهروب بعدها وبالنتيجة عدم استجابته سيورث مشاكل له.
تاسعاً: هناك دوافع مادية في البين لأنه لو كان يطيعها لأوصلته إلى مقامات عالية ماديا ومعنويا. فإذاً "المقتضى موجود والمانع مفقود"
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ اظَّالِمُونَ}(يوسف/23).
إطرح سؤالاً حول هذا الموضوع: