التهيئة لليلة القدر
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین و صلّی الله علی محمد و آله الطاهرین و لعنة الله علی أعدائهم أجمعین
شهر رمضان المبارك شهر الضيافة الإلهية الخاصة و قلب هذه الضيافة هي ليلة القدر
لابد للإنسان أن يدرك هذه الليلة المباركة حتى يقتنص فرصة الوصول للقاء الله، و ليصل لذلك يحتاج أولاً أن يتعرف على عظمة هذه الليلة و يؤمن فيها فالإيمان بالعظمة الحقيقة لهذه الليلة تجعله يستطيع أن يثمّن قدرها، و من لا يعرف قيمة الشيء لن يسعى و يجاهد لنيله .
في عظمة ليلة القدر المباركة
ليلة القدر، ليلة نزول القرأن و الولاية
شهر رمضان المبارك هو ظرف لنزول حقيقتان ثمينتان جداً هما القرآن الکریم و الولاية ((إنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ)) و بالتدقيق في الروايات يتضح لنا ان الولاية نزلت في ليلة القدر
كما نقل المرحوم الشيخ الصدوق في كتابه (معاني الأخبار ) أن جميع الأمور و من ضمنها حقيقة الولاية نزلت في ليلة القدر المباركة، اذاً هذه الليلة أعظم مما نتصوره ولايمكن للإنسان أن يتصور ذرة من عظمتها الحقيقية، و يكفي أن الله سبحانه و تعالى سمّى سورة كاملة بإسم هذه الليلة المباركة و هي سورة القدر.
ليلة القدر هي فرصة للوصول الى السعادة الأبدية
في ليلة القدر تتنزل الملائكة و الروح في المحضر المبارك لإمام العصر (عج) ويَعرضون عليه مصير العالم وما هو مقدّر أن يكون، فهذه الليلة فرصة للإنسان أن يختار لنفسه مستقبل مشرف ومشرق. فالإنسان نفسه من يختار طريق السعادة او الشقاوة.
كمال الإنسانية يتحقق بدرك ليلة القدر
يقول الشيخ جعفر الناصري: الشخص الذي يُدرك ليلة القدر يكون قد وصل لكمال انسانيته.
وهذا ما يعنيه ب((خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ))لأن درك ليلة القدر من الكنوز الثمينة التي خلقها الله لنا.
- أرجو من الله تعالى أن يرزقنا درك ليلة القدر، فإن الإنسان اذا كان نصيبه في هذه الدنيا ٦٠ او ٧٠ سنة ويُدرك ليلة واحدة من ليالي القدر، فقد حصل على كل ما يمكن أن يصل إليه ولن توجد لديه أي حسرة او قلق للآخرة. ((لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))
ليلة القدر، ليلة تساوي 83 سنة عبادة و تهجد
إن ليلة القدر ليست خير من أي ألف شهر بل هي خيرٌ من ألف شهر عبادة أي من ٨٣ سنة عبادة وتهجد وقيام في الليل وصيام في النهار ... ألخ، لذلك كان بعض العلماء والعرفاء يقومون بأعمال ليلة القدر طوال سنة كاملة لأنها ليلة خفية والمتيقن فقط أنها ليلة واحدة في كل عام ولأنهم أدركوا أهميتها وعلِموا بأنها فرصتهم الذهبية لنيل الدنيا والفوز بالآخرة، لذلك أفرغوا أنفسهم وصبّوا جام قواهم طوال السنة حتى يضمنوا ادراكها ويحصلوا على هذا الكنز العظيم ويستفيدوا منه أتمّ وأكمل استفادة ممكنة.
مثال للتوضيح :
درك ليلة القدر هو مثل أن تحصل على فرصة عمل يُقال لك فيها بأنك ستحصل على افضل راتب تتمناه (مثلا 20 ألف دينار شهرياً) وافضل عمل تود ان تقوم به وستكون لديك إجازات تختارها بنفسك وتحصل فيها على علاوات وامتيازات خيالية كبيت و سيارة ووو، ولكن شرطها الوحيد هو النجاح في الامتحان الذي يقدمونه لك و لكن موعد الامتحان مجهول و المعلوم فقط أنه مرة في السنة وجلّ ما يجب عليك هو دراسة الكتب المقررة من قبل صاحب الوظيفة و تهيئة نفسك للامتحان ، فالشخص العاقل الذكي والفطين لن يُضيّع هذه الفرصة من يديه و سيسعى أن يحفظ المقرر في أقل وقت يمكنه لكي يكون مستعداً للامتحان في أي وقت، لذلك يضغط على نفسه ويمكن له حتى ان ينعزل عن الناس وان يتنازل عن اوقات فراغه وراحته ويبتعد عن كل ما يُلهيه وحتى ساعات نومه ستتقلص فقط في سبيل نَيْل هذه الوظيفة وسيقول في نفسه نعم سوف أتعب وأُرهق نفسي لسنة كاملة وسأستغني عن كثير من الأشياء خلالها ولكن في المقابل سوف أحصل على وظيفة العمر. وهكذا هو بالنسبة لليلة القدر ولكن من لطف المعصومين عليهم السلام علينا أنهم بينوا لنا أنها ليلة من ليالي شهر رمضان بل تم تقريبها لنا بتأكيدهم على ليلة 23 من رمضان و هذا لطف من المعصومين عليهم السلام.
- ليلة القدر، فرصة لنيل الرحمة الخاصة
هناك رحمة عامة يتنَعّم بها الجميع و لا تختص بشخص معيّن، كنعمة الحياة في هذه الدنيا و الارزاق المادية و تسمى هذه الرحمة بالرحمة الرحمانية لله سبحانه و تعالى
و هناك نِعَمْ خاصة كاليقين، الرضا، التوكل، الصبر، محبة الله و اوليائه ألخ . . وتسمى بالرحمة الرحيمية و قد يهبها الله الى العبد بمقدار طاعته وهذه النعم لا تُقاس بباقي النعم .
ان الله سبحانه لا يهب لأي انسان حب نفسه و اوليائه
كما ورد في مناجات المحبين ((إِلَهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلاً)) بحار الأنوار، ج 91، ص: 148
ليلة القدر فرصة للانسان للحصول على رزق عظيم و ثمين و هو الولاية و حب الله و اهل البيت عليهم السلام
- ماذا يفعل الإنسان لكي ينال على الولاية و حب الله و اهل بيت ؟
- الكِبَر على الدنيا هو مقدمة الحصول على رفقة اولياء الله
لابد للانسان ان يصبح اكبر من الدنيا و لكي يصبح هكذا لابد ان يتذوق لذة اكبر منها
- لان الانسان اذ لم يذق لذة اكبر لا يستطيع التخلي عن اللذات الصغيرة و لا يستطيع تصديق تفاهة هذه اللذات الصغيرة الدنيوية
يُحكى أن شخص اتى برشوة للامام علي عليه السلام فقال الامام عليه السلام في جوابه : ((وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا وَ اسْتُرِقَّ قُطَّانُهَا مُذْعِنَةً بِأَمْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا شَعِيرَةً فَأَلُوكَهَا مَا قَبِلْت)) الأمالي( للصدوق)، النص، ص: 623
لأن الامام عليه السلام وصل للّذة الحقيقية التي هي لذة لقاء الله، اللذة التي ليس كمثلها لذة لذلك لا يبادلها باللذات الوهمية العدمية
كما قال الامام السجاد عليه السلام في مناجات المطيعين ((يَا نَعِيمِي وَ جَنَّتِي وَ يَا دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي )) بحار الأنوار ج 91، ص: 148
- يارب انت كل شيء انت الحقيقة و الوجود و غيرك مجاز و عدم، انا اريدك انت فقط .
- التخلص من حب الدنيا هو شرط لازم للحصول على رفقة اولياء الله
القلب الذي يحتويه حب الدنيا لا يمكن ان يحتويه حب اهل البيت عليهم السلام، و كما ورد في الروايات أن حب الدنيا و حبهم لايجتمعان في قلب واحد، اذا دخل احدهم خرج الأخر، ((حُبُّ الدُّنيا وحُبُّ اللهِ لا يَجتَمِعانِ في قَلبٍ أبَداً)) تنبيه الخواطر : 2 / 122
((سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِي وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْمُصْطَفَى وَ آلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ))
- أي ان خروج حب الدنيا من القلب هو شرط لازم لرفقة اولياء الله .
و في رواية اخرى ((إِذَا تَخَلَّى الْمُؤْمِنُ عن الدُّنْيَا سَمَا)) الكافي ج 2، ص: 130
اي اذا افرغ المؤمن قلبه من حب الدنيا يصبح من اهل السماء
و لكن الانسان الذي هو اصغر من الدنيا و الدنيا هي اكبر منه هذا الانسان قد عَمَته جَلَوات الدنيا و بَعُدته عن الامام عجل الله تعالى فرجه ..و بات يتوهم ان الدنيا كبيرة عظيمة و الدنيا تنسيه و تغفله عن درك عظمة الله
- فإذا اراد الانسان ان يكون بجوار الامام عجل الله فرجه لابد أن يصبح اكبر من الدنيا و يطهر قلبه من حبها بل من جميع ماسوى الله و هذا الأمران يحصلان بالرحمة الرحيمية، ليلة القىر هي الزمان الأنسب لنيل هذا الكنز العظيم
يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطبته رقم ٣٢((فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْغَرَ مِنْ حُثَالَةِ الْقَرَظِ وَ قُرَاضَةِ الْجَلَم)) نهج البلاغة ص: 76
- كيف الدنيا تكون هكذا صغيرة عند المتقين؟؟
العلة هي ما بيّنه الامام علي عليه السلام في وصفه للمتقين اذ قال : ((عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِم )) بحار الأنوار ج 64، ص 315
نعم لابد للانسان ان يتوجه دائماً إلى عظمة الخالق لكي يستطيع استصغار مادونه من المخلوقات
فالانسان كلما ادرك عظمة و كبرياء الخالق اكثر، ادرك صغر الدنيا و استحقرها اكثر و هذه هي الرحمة الرحيمية التي ممكن ان تشمل الانسان و يصبح عند إذن اكبر من الدنيا و لا يحجبه حجاب بينه و بين ربه
- و قد دعانا الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل لترك اللذات المباحة أيضاً بجانب غير المباحة منها، وذلك لنهيأ أرواحنا و أنفسنا لاستقبلال الرحمة الرحيمية التي من خلالها سوف نتخلص من حب الدنيا و مافيها و نستطيع نيل الرزق الإلهي الخاص الذي هو القرآن الكريم و الولاية .
- طهارة القلب شرط لازم لإدراك ليلة القدر
شرط درك ليلة القدر و مجاورة الإمام عجل الله تعالى فرجه هو طهارة القلب و إخلاءه من حب الدنيا و ماسوى الله فالإنسان المتعلق بالدنيا لايستطيع درك ليلة القدر و الوصول الى الإمام، حيث أن الإمام هو الكتاب المكنون الذي ((لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ))
و أيضا حقيقة ليلة القدر هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
قال العلامة الطباطبائي: (تذكروا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في ليالي القدر، حيث اننا حَرِيٌّ بنا ان ندرك ان ليلة القدر هي فاطمة الزهراء عليها السلام، تمام المُلك والملكوت هي الزهراء عليها السلام، بل تمام هذا المُلك والملكوت عند السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام)
و من الواضح أن الوصول والإرتباط بالسيدة فاطمة الزهراءعليها السلام يحتاج إلى مرتبة عالية من الطهارة اذ القلوب المُلوّثة (بالذنوب) لا يمكن لها ان تنال على معرفة الصديقة الطاهرة عليها السلام.
فطهارة القلب شرط لازم لإدراك ليلة القدر
- لكن هناك فئة لم تتطهّر بعد و لاتمتلك فرصة الطهارة و قد سبقهم الزمان، والطهارة شرط لدخول ليلة القدر والولوج في وادي الولاية
فماذا يفعل مثل هؤلاء؟
يقول الشيخ جعفر الناصري:
نحن دائماً متأخرون عن الزمان ويجب علينا ان ندرك الزمان ونمشي معه، مثلاً هذه الليلة هي ليلة القدر أمّا البعض متأخرعنها بحيث أنه لم يرِد شهر رمضان بعد. مع كل هذا الصيام الذي صُامه ولكن لم يتم توفيقه لدخول الشهر المبارك نفسه. نادراً ما يكون هناك من يدخل الشهر من اول يوم فيه، فقط الامام عجل الله تعالى فرجه الذي يتحرك وفقاً للزمان وتزامناً معه، وذلك لأنه هو ركن الزمان، اول يوم له في شهر رمضان هو اول يوم من الشهر نفسه، ليلته التاسعة عشر من الشهر هي نفسها الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان. ونحن اذا أردنا المشي مع الزمان لابد لنا من مجاورة الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف و المشي معه
نحن غالباً نكون متأخرين كثيراً حيث ينقضي ٢٠ يوماً من الشهر ونحن لم ندركه بعد، فكيف لنا ان نُدرك ليلة قدره؟
بالإضافة إلى اتفاق العلماء على أنه لا يمكن للإنسان أن يدرك شهر رمضان حتى يكون من الرجبيّون و الشعبانيون، إذ شهرَيْ رجب وشعبان هما مقدمة لدرك شهر رمضان المبارك.
فماذا أفعل أنا الآن و قد ضيعت على نفسي 22 يوماً من شهر رمضان بالإنشغال في الدنيا! و الآن أتت ليلة 23 و التي هي الإحتمال الأكبر أن تكون ليلة القدر.. و لكني متأخر جداً عن الزمان و لم أدرك شهر رمضان إلى الآن.. هل هناك سبيل استطيع من خلاله الوصول إلى ليلة 23 من رمضان ؟ هل هناك طريقة تقدمني في الزمان؟ هل أستطيع الاتصال بالإمام في هذه الساعات المتبقية ؟ هل هناك ما يعوضني الخسارات ؟
الجواب هو نعم، من الممكن حتماً ان يوفّق شخص دفعة واحدة لأن يتزامن مع الليلة الثالثة و العشرون من الشهر الفضيل ويتدارك تأخره وتراجعه وقصوره.
و هذا لا يتحقق إلا بالتوبة الحقيقية و التوسل بالمعصومين عليهم السلام
نعم التوبة الحقيقية تُمحي جميع الذنوب و تعوّض كل الخسارات و تقدمنا سنوات للأمام
فلابد لنا طلب الطهارة من الله و من المعصوم و نسعى في تحقيقها و من ثم نستطيع الوصول الى الإمام عجل الله تعالى فرجه و لليلة القدر
وحيث أن جميع ذنوبنا ناشئة عن عدم اطاعتنا لأوامر امام زماننا فحلّنا الوحيد للحصول على التوبة الحقيقة هو طلب العفو والسماح من إمامنا
نظرة واحدة فقط منه عليه السلام تطهّر الانسان وتهيّئه للدخول إلى وادي الولاية و يقدمنا بالزمن لندرك الليلة الثالث و العشرون من الشهر في وقته، لأننا نحن لسنا متزامنين مع الزمن ويجب علينا ان نوصل انفسنا، وحينها ستُحل مشاكلنا
فمن يصاحب الإمام وإن كان يصدر منه أخطاء أحياناً إلا إنها لاتطرده من الولاية لأن اخطاءه جميعها بلا شك ناشئة عن الغفلة فهو في عمق وجوده ينفر من الذنوب .
في هذه الليلة لابد ان نستغل جميع قوانا لطلب التوبة من الإمام، وقد وَرَد في الزيارة الجامعة الكبيرة (( يا وَلِيَّ الله إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلاّ رِضاكُمْ))
نعم فواويلاه إن لم يَتُب علينا الإمام
فلابد للإمام أن يتوب علينا
لأنه هو الأب الحقيقي ((قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ))
وهذه الليلة ليلة التوبة و ليلة التطهير فلنلتمس من الامام ليطهّرنا و يزرع حب الولاية في قلوبنا
لان القلب الذي يحتوي على حب الولاية لايحتوي على سيئة ابداً
((حبُ علي حسنة لا يَضُرُّ معها سيئة)) بحار الأنوار ج 39، ص: 280
في هذه الليلة و في هذه الضيافة الإلهية تكون موائد المستطعمين معدّة.. هذه المائدة تحتوي على كل انواع الأرزاق و النِّعَم الخاصّة و العامة ولكن كل انسان يأخذ من هذه المائدة بمقدار سعته ووسع ظرفيته تماماً كمائدة الطعام، فشديد الجوع أكثر أكلاً من الجائع، و كثير العطش اكثر شُرباً من العَطِش، و الشبعان لايستطيع أن يأكل.
- كلما ادرك الإنسان فقره و حاجته و جوعه و عطشه للرحمة الإلهية تغمّدته فيوضات بمقدار حاجته وطلبه
فالانسان لابد أن يتوجه لفقره في هذه الليلة، ويُحدّث نفسه ... كم انا فقير ؟ كم انا محتاج ؟
إذا تاب الإنسان في هذه الليلة وهبه الله الطهارة حينها سيصبح كالسالك الذي أنهك نفسه و بدنه ألف شهر أي ثلاث وثمانون عاماً ليتطهّر من الذنوب و يتذوق حلاوة اللذة الحقيقية و هي لذة اللقاء مع المعشوق الحقيقي.
و في الختام نذكر نصيحة من آية الله أمجد يقول فيها (لنحذر ان لا نقضي ليلة القدر بالتجمع او التحدث ومصاحبة بعضنا البعض، بل يجب علينا ان نصبح خُرسٌ بُكم، نكون بين الناس ولكن منزوين عنهم، فلنكن خُرسٌ بُكم في ليالي القدر)
وفقنا الله و اياكم في هذه الليله للحصول على طهارة القلب و النفس و التمكن من الإرتباط بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف و مرافقة الملائكة في السلام على الإمام إلى مطلع الفجر.... و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
مريم الأنصاري
21 رمضان 1441