الجهاد و العمارة 20157 20153 20151 هـ - الموافق 22 أبريل 2015
الجهاد و العمارة ! تأمّل هُنيئة في هذه الآيات الثلاثة المتسلسة واقرأها بدقّة و امعان و عليك بالتجوال و السياحة فيها وهي قوله : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ)(التوبة/18). (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(التوبة/19). (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ)(التوبة/20). وبعد ذلك لاحظ هذا الدعاء الذي تدعوا به عند دخول مكة والمسجد الحرام ( الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره، وجعلني ممن يعمر مساجده وجعلني ممن يناجيه).
فعمارة المساجد تتم بالعبادة الخالصة لله تعالى لا بالبناء الظاهري الصوري، فدور العبادة إذا لم تقام فيها العبادة الخالصة حتى لو كانت عامرة في الظاهر فهي مهدومة في الحقيقة و الواقع والمعادلة تقول (.. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج/40). بل الفساد ينتشر في البسيطة إذا تركت الأمّة الجهاد في سبيل الله (... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة/251). و هذا يعني أنّ القتال بين جبهتي الإيمان و الكفر يؤدّي إلى إصلاح العالمين من الجنّ و الإنس والحيوانات و النباتات و حتى الجمادات ، فحفظ البيئة منوطة بالقتال في سبيل الله ، و هاهنا يمكنك الغور في الحديث المعروف (به يملأ الله الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت ظلماً و جوراً ). فإذن سبب الفساء الفعلي في مجتماعتنا هو عدم الإهتمام بالجهاد في سبيل الله ، كما أنّه هو السبب الرئيس لهدم المساجد و دور العبادة سواء في الظاهر أو في الواقع بمعنى عدم استغلالها في السلوك إلى الله تعالى. و بعد الجهاد الطويل وانتصار الحقّ على الباطل و تمكين الإمام الحجّة عجل الله فرجه على الأرض يبدأ اصلاح الأمّة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)(النور/55). فلا تغفل أيّها الحبيب عن هذه العبادة العظيمة أعني الجهاد و حاول أن تلقّن نفسك به و تدعوا الله أن يوفقك لذلك (وَقَتْلاً في سَبيلِكَ فَوفِّقْ لَنا)
نحو الإصلاح ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 19 أبريل 2015
نحو الإصلاح !
قد مُلئت الأرض ظلماً و جوراً لأنّ الفساد والإثم والعدوان و الزور والإفك والبهتان والكفر والفسوق والطغيان قد خيّمت على جميع زوايا الحياة و عمّت كلّ ذرّات الكون وذلك بسبب عدم تمكين الإمام الحاضر ليحكم بين الناس حسب علمه الشامل لكلّ ما كان و ما يكون و ما هو كائن ،قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الروم/41). في روضة الكافى باسناده عن ابيجعفر عليه (عليه السلام) قال: (ذاك والله حين قالت الانصار: منا أمير ومنكم امير) إشارة إلى يوم السقيفة .
فالتكليف كلّ التكليف في هذه الحالة المزرية الصعبة ليس هو إلا السعي الحثيث من أجل قلع الشجرة الخبيثة و تهيئة الأرضية لنمو الشجرة الطيبة لترتفع فروعها في السماء و تجنى ثمارها ليأكل منها كلّ من هو راغب في الوصول إلى التعالي و الرشد .
وهذا يعني السير نحو الإصلاح الذي يتحقق حين الظهور (به يملأ الله الأرض قسطاً و عدلا ) ومع وجود الإمام المبسوط اليد سينتشر القسط و العدل في أرجاء البلاد ويصلح أمر الأمّة ويوضع كلّ شيء في محلّه المناسب من دون إجحاف و اسراف ، وينطبق الدين بأكمله وتكتمل صورة الإنسانية ويتجلّى أحسن التقويم بعد أن ردّ إلى أسفل سافلين وتتحقق آمال الأنبياء عامّة و الرسول الأكرم خاصة قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(التوبة/33). فتقلع جذور الفتنة العمياء . و ما بيّناه هو شرح و تبيين لقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ...)(الأنفال/39). وهذا يعني أنّ الحرب مستمّرة إلى أن تنتهي الفتنة و ينطبق الدين قال تعالى (.. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج/40). فحفظ شعائر الدين أعني أماكن العبادة يكون بالقتال و أمّا حفظ أصل الدين يكون بالإصلاح وهذا ما يتاج إلى تبيين في الرؤية التالية
باب من أبواب الجنّة 20157 20153 20151 هـ - الموافق 18 أبريل 2015
باب من أبواب الجنّة !
يقال في تعريف العدل أنّه وضع الشيء في موضعه ، وهل يمكن لغير المعصوم أن يحقق العدل بما للكلمة من معنى ؟ لا يمكنه تحقيق العدل حتى على مستوى بسيط جدّا لأنّه لا يرى الموضع حتّى يضع الشيء فيه فهو لا يعلم الغيب . فكلّ ما نفعله نحن من أفعال و نتخذه من مواقف فهي عشوائية (...قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ)(الأنعام/50). فمثلاً : أنت كطبيب تعالج الناس عامّة ، يا ترى هل عملك هذا يطابق العدل ؟ ما أدريك هذا الذي جاء إليك لعلاج عينيه و تقوية نظره لعله قنّاص داعشي مهمّته قتل المؤمنين أوسيكون كذلك و لو بعد عشر سنوات ! فهل ما فعلته هو عين الصواب و العدل أو هو الظلم بعينه إلا أنّك غافل عنه ، فأنت شأت أم أبيت سببٌ لقتل مئات المؤمنين الأبرياء ! و ستلوم نفسك حين تبلى السرائر أعني يوم القيامة و لذلك قال نعالى (لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(القيامة 1- 2). وقس على هذا جميع الأفعال الصالحة في الظاهر، فلعلّ فرعون المستقبل يكون حاضراً في الصف الأوّل الإبتدائي و أنت مدرّسه ! نعم هناك فعل واحد فقط يطابق العدل حقيقة وهو الجهاد في سبيل الله ضد الأعداء كالحرب ضد الصهاينة، وللمجاهد و أن يرفع رأسه و يقول أنا أؤدي تكليفي الواجب عليّ و أنا أدين بدين الحقّ وكذلك من يدعمه في هذا المجال قال علي عليه السلام (الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصة أولياؤه) و لا يخفى عليك أنّ يوم القيامة هو يوم الدين (مالك يوم الدين) فتأمّل ! وسنوافيك معنى قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(التوبة/33)..
هذا و هل للإصلاح محلّ من الإعراب في عصر الغيبة ؟ الجواب في الرؤية المقبلة إن شاء الله ..
البلاغ المبين 20157 20153 20151 هـ - الموافق 14 أبريل 2015
البلاغ المبين : هل سبق لك أن تلاحظ سرّ حوزتي النجف و قم من منظار مهدوي ؟ فتعال معي لأبين لك جانباً منه ، إنّ هناك سرّا كامنا في أب هذه الأمّة أمير المؤمنين عليه السلام و أمّها فاطمة عليها السلام وهناك خصوصية أعطيت لهما فقط ! ألا ترى أن النجف الأشرف خاصة كان ولا زال مرجعا لكلّ من أراد معرفة علوم أهل البيت عليهم السلام ، وكذلك المدينة المنوّرة أعني جوار قبر بنت رسول الله فاطمة عليها السلام ، ولكن أين قبرها ؟
فلا بدّ من بديل كرمز للسرّ و كفرعٍ للأصل ، إنّه قم المقدّسة فعن الإمام الكاظم(ع) قال: (قم عش آل محمد(ص) وماوىشيعتهم) فكم من كبار العلماء بدءًا بالشيخ آيت الله العظمى حجّت ره و آيت الله العظمى الحائري اليزدي ره و انتهاء بالعلامة الطباطبائي ره و الإمام الخميني قدس سره قد تعلّموا و علّموا معارف أهل البيت عليهم السلام و نشروها بل حققوا شيئاً منها عيناً إنطلاقا من قم المقدّسة ، ولكن لا تغفل أيهّا العزيز من مسجد السهلة في جوار قبر المولى و مسجد جمكران في جوار قبر أخت الرضا فإنّهما بيت القصيد فالأولى أن لا أتحدّث عن هذا السرّ بل أتركك كي تفكّر فيهما أوّلا ثمّ توصل نفسك إلى ركب الصالحين لترى نفسك وأنت تُسقى من الماء المعين من يد ابن سيد المرسلين أرواحنا فداه وستجدّ هنا البلاغ المبين .
فاخلع نعليك ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 13 أبريل 2015
فاخلع نعليك ! رغم اهتمام الناس بالدنيا و سعيهم ورائها إلا أنّها بمستوى من الدنائة و القبح بحيث لم تشمّ رائحة الوجود منذ نَشأت ، وهي على حدّ تعبير الإمام الخميني ره هي كالمرأة الذميمة القبيحة التي تتزين بأنواع الزينة و المكياج بحيث يشتاق إليها كلّ من يراها فيمدحونها وكأنّها هي أغلى و أحسن ما في الوجود .
الدنيا واقعة تحت قدم الوجود ووزانها وزان النعلين ، فلا حاجة للنعلين إلا في أماكن خاصة للضرورة وأمّا لو أراد الإنسان أن يدخل في حرم إمام من الأئمة عليهم السلام فلا بدّ من خلعهما ، فبمجرّد أن تقبل الله عبده بقبول حسن فلا بدّ للعبد الحرّ أن يخلع نعليه كما حصل لموسى عليه السلام حيث قال تعالى (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى)(طه/12). فطلب منه أن يبتعد عن الدنيا ويدخل في الوادي المقدّس الذي كان في الظاهر طوى و في الواقع مقام القلب حيث أختير للنبوة ، هذا فينبغي للعبد أن يخلع نعليه وهما في مرحلة (الشهوة والغضب) و في مرحلة أخرى ( حبّ الجاه وحبّ الأهل) لكي يتمكن من الدخول في الوادي الأيمن . قال بعض العرفاء ( ان موسى في الميعاد خوطب بخطاب فاخلع نعليك وقد فسّر بمحبة الأهل ، والرسول الخاتم ص قد أمر في ميعاده بأن يحبّ عليا عليه السلام ) فكم فرق بينهما فتأمّل . ثمّ اعلم أيّها الحبيب أن في الحديث (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ) فلا تتوانى في قمع جذور الدنيا من قلبك قبل حلول موتك لأنّك ستتحسّر عندما تنكشف لك الحقائق بعد فراق الروح البدن،قال تعالى (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ، لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(ق 21-22). إبراهيم الأنصاري ـ قم المقدّسة
غسل الجنابة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 13 أبريل 2015
غسل الجنابة!
إنّ أكبر مشكلة توّرط فيها بنو آدم هو البعد عن عالم الروحانية و الإبتلاء بعالم الطبيعة و والحشر مع البهائم و النباتات و الجمادات وهذا يعني الهبوط إلى أسفل السافلين ، ووصل الأمر في بعض الناس بحيث خرجوا عن حالة الإعتدال والإستقامة فصاروا يمشون على أيديهم وأرجلهم مرتفعة إلى الأعلى و بعضهم يمشى على بطنه ! وهناك من يمشى مكباً على وجهه (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الملك22). و ستنكشف الحقيقة يوم تبلى السرائر.
فلابدّ لنا من التضرع و التوسل إلى الله تعالى ليخرجنا من أسفل السافلين الذي هو ظلمات بعضها فوق بعض (اللهُ وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)(البقرة:257). فأهم طلب منه تعالى هو(اللهم احشرنا آدميين). فينغي خرج هذا الحجاب الغليظ في دار المضمار ومن ثمّ الحصول على الجائزة الكبرى في دار القرار.
والجدير بالذكر أنّ الحدث الأكبر أعني الجنابة بما أنّه أسوء حالات العبد حيث يندمج في العالم السفلي بالكامل يتطلّب الإغتسال بالماء الطهور الذي باطنه ولاية محمّد وآله الطيبين ، فينبغي لك أيّها الحبيب ملاحظة حقيقة باطن الغُسل و سرّه رغم الإتقان في ظاهره و قشره .
فِی ابْنَةَ رَسُول ص لی أُسْوَةُ حَسَنَةً 20157 20153 20151 هـ - الموافق 11 أبريل 2015
فِی ابْنَةَ رَسُول الله صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ لی أُسْوَةُ حَسَنَةً : هناك أحاديث تؤكّد على أنّه ليس من شئون الإمام أن يذهب إلى الناس و يأخذ بأيديهم كرهاً بل شأنه هو التحدّث معهم و نصيحتهم و هدايتهم إلى الحق واتمام الحجّة عليهم ولذلك تطلق عليه (حجّة الله ) ولعلّ قوله تعالى (لكلّ قوم هاد) دال على ذلك ، فعن علي عليه السلام قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموها إليك ـ يعني الخلافة ـ فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك) فلو أعرض الناس عنه ولم يأتمروا بأمره كانوا هم المقصرين ولا تقصير منه، كما لو أعرض الناس عن الكعبة ولم يقصدوها بل استدبروها، فذلك لا يضرها ولا ينزّل من قدرها. ولذلك يقول (لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِم، وَلاَ سَغَبِ مَظْلُوم، لألْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلألْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هـذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز) ولذلك نشاهد أنّ الإمام الحسين عليه السلام يخاطب أصحابه وأصحاب الحر في ذي الحسم:(أيها الناس إنها معذرة إلى الله عزوجل وإليكم، اني لم آتكم حتى أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم، ان اقدم علينا فانه ليس لدينا إمام لعل الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم اقدم مصركم، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم)
هذا : وأمّا فاطمة عليها السلام فأسلوبها يختلف حيث رأت أنّ عليّاً (عليه السلام) أحقّ الناس بالخلافة بعد أبيها ، ولهذا نراها وقفت ذلك الموقف المتصلّب تدافع عن حقّ عليّ (عليه السلام) بالخلافة، وحاورت المهاجرين والأنصار في ذلك وأصرّت على ذلك و صمدت حتى الشهادة . هذا الأسلوب هو الذي يتبناه ابن الزهراء الإمام المهدي أرواحنا فداه حيث يخرج الناس من الظلمات طوعاً أو كرهاً ليملأ الله به الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلماً فهو المنجي وقد تحدثنا عن حقيقة المنجي سابقاً ، وعلى ضوءه نعرف ماذا يقصد الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه من قوله (فِی ابْنَةَ رَسُول الله صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ لی أُسْوَةُ حَسَنَةً) فتأمّل و لا تغفل وهنيئاً لكم و لنا أننا نعيش تحت ظل ابن الزهراء ، اللهم ارزقنا رؤيته و الإستشهاد بين يديه)
كاشف الكرب ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 03 أبريل 2015
كاشف الكرب ! صفة من صفات الباري جلّ و علا ففي الدعاء (يا صريخ المكروبين و يا مجيب المضطرين و يا كاشف الكرب العظيم) فهو الذي يكشف عن المضطر السوء ( وَ نُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيم) و أمّا الرسول ص فهو المصداق البارز لصفة الكاشف(صل على محمد كما دفعت به الشقاء و كشفت به الغماء) ثمّ جرى هذا الفيض في أمير المؤمنين ع (أخي نبيك و وصي رسولك، البائت على فراشه، و المواسي له بنفسه، و كاشف الكرب عن وجهه) وأمّا الإمام الحسين ع فقبره منبع الرحمة و كشف الكربة(عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله ع إن إلى جانبكم لقبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته و قضى حاجته) وهذا النهر النوراني العظيم قد وصل إلى خراسات (قال رسول الله ص ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته و لا مذنب إلا غفر الله ذنوبه) .
يا أم البنين : فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربیعة بن وحید بن کعب بن عامر بن کلاب ، من أنت؟ وما شأنك و منزلتك الرفيعة؟ أعطيت شبلاً قد رفع رأسك إلى عنان السماء فارتفع مقامك إلى أعلى عليين إنّه : (كاشف الكرب عن وجه الإمام الحسين عليه السلام !) هو بواب الإمام الحسين ع بل كان مديراً لشؤون كربلاء في كافة المجالات الظاهرية الولائية والعسكرية والاجتماعية حيث كان ركناً وعموداً للخيام الحسينية وكل عيون الأسرة الهاشمية كانت تتوجه إليه و تتطلّع إلى تصرفاته ، وأيضاً كان يدير أمر الملائكة والجن والأرواح التي كانت تأتي لنصرة الإمام ومازال عليه السلام يستقبلهما وهي تزور أخيه الإمام الحسين عليه السلام ! هذا : و كلما نظر الحسين إليه ابتهج سروراً وانبسط وجهه فرحاً ومن أجل ذلك عندما استأذنه للحرب وقال :(أخي هل من رخصة )( بكى الحسين بكاء شديدا ثم قال يا أَخِي أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِي وَ إِذَا مَضَيْتَ تَفَرَّقَ عَسْكَرِي) وعند استشهاده نادى بأعلى صوته (الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي) فلنا أن نرفع أصواتنا (يا كاشِفَ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِ الْحُسَيْنِ اِكْشِفْ لى كَرْبى بِحَقِ اَخْيكَ الْحُسَيْنِ).
الدخول في الغار! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 31 مارس 2015
الدخول في الغار! بعدما ذكر سبحانه قصّة دخول الرسول في غار الثور قال :.. وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . هذا العلوّ يتجلّى في سجود العبد لله تعالى في الحديث لما نزلت : سبّح اسم ربك الأعلى ، قال لنا رسول الله ص : اجعلوها في سجودكم . والسجدة هي غمض العين عن الغير، والهجرة عن عالم المادة ورفض الأنانية والفرار من النفس بالكامل وتحقق الخلوة مع ربّ العالمين وبذلك يتحقق الأنس وتظهر المحبّة التامة حيث تخترق الحجب خصوصاً لو كانت على تربة سيد الشهداء عليه السلام فعن الصادق عليه السّلام أنه قال: إن السجود على تربة أبي عبد الله عليه السّلام يخرق الحجب السبع . وهل لنا نحن المقصرّون أن ندعّي أنّنا سجدنا ولو مرة واحدة في عمرنا لله وحده ؟ إنّه ادّعاء كاذب قطعاً ولذلك علينا أن نستغفر بعد رفع الرأس من السجدة الأولى رغم شأنها و منزلتها العظيمة ... فتأمّل في ذلك أيّها الحبيب .
الفداء الفاطمي ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 29 مارس 2015
الفداء الفاطمي ! كيف كان هارون عليه السلام يتصرّف مع موسى عليه السلام؟ إنّه تصرف نموذجي إلهي يعكس التبعية المحضة بين قلب التابع و المتبوع ، التي هي أعلى مستوى من الإطاعة وهذا ما تدلّ عليه عدد من الآيات، كما أنّ الحواريين أيضاً كانوا كذلك فلا يروون أنفسهم بنحو مستقلّ بل يعتبرونها فانية في محبوبهم عيسى بن مريم عليه السلام ، ولكن السؤال الذي يطرح هنا هو ، أين نعثر على هذا التبعية في مستواها الأعلى و الأكمل ؟ نجدها في فاطمة عليها السلام فتصرفها مع أمير المؤمنين عليه السلام يعكس مدى حبّها له و ذوبانها فيه ! فرغم أنّها بنت الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لا ترى لنفسها أي استقلالية ، بل هي مرآة و نعم المرآة ! تنعكس فيها وجه سيد الوصيين بل كافة أبعاده حتّى المظلومية! فإذا أردنا أن نتعرّف على مظلومية أمير المؤمنين طوال 25 سنة ينبغي أن نلاحظ الظلم الواقع عليها في الأيام القلائل بحث لو كانت تصب على الأيام لصارت لياليا! وهكذا سائر الصفات العلوية اجتمعت في الحقيقة الفاطمية فهي كفؤ له .
وأمّا نحن : فينبغي لنا أن نُعين فاطمة بالورع والإجتهاد وذلك بالذوبان في ابنها المهدي عجّل الله فرجه (لي في ابنة رسول الله أسوة) و لسان حال الموقف الفاطمى هو (نفسي وأولادي و أبي وأمي و كل ما أحب فداء لحبيبي و معشوقي ابن الحسن العسكري عجّل الله فرجه) .
مهدي فاطمة عليهما السلام: 20157 20153 20151 هـ - الموافق 24 مارس 2015
مهدي فاطمة عليهما السلام: كيف تنظر إلى صاحب الأمر ؟ لك أن تنظر إليه من منظار رضوي فحينئذٍ ستشاهد فيه الأسرار الرضوية ثمّ ترجع إلى الراضي بالقدر والقضاء و تكتشف فيه ما لم تكن تعرف من قبل ، ولك أن تلاحظ الإمام الحجّة روحي فداه من خلال جدّه الغريب شهيد الطف و في هذه المرّة سترى الإمام الحسين عليه السلام بكلّ ما لديه من صفات ومواقف و أفعال قد انعكس في ابنه الإمام الخائف من اندراس الدين ، وكأنّك لاحظت الحسين عليه السلام بعينه . وأمّا لو أردت أن تتعرّف على مهدي فاطمة عليهما السلام فلابدّ أن تلاحظ أولا أم المهدي بل أم أبيها فاطمة الزهراء بكلّ ما لديها من أسرار كامنة لتعرف ابنها الإمام القائم المنتقم وذلك لأنها الأسوة للمنجي المنتقم الصبور الثائر المصلح المجدد للإسلام بعد الإندراس ،فما أدريك ما فاطمة ؟ إنّها التي تفطم محبيها من النار كرهاً و اجباراً ونعم الكره والإجبار ، فلا تخلي شعيتها وأنفسهم بل تقلعهم من الشر و من نار جهنم !! وقد ظهرت الفاطمية في ابنها المنجي صاحب الزمان الذي كان الأنبياء قاطبة يطمعون فيه و يشتاقون إليه كما في قول شعيب (يقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) و قول لوط (لو أنّ لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد) ولو دققنا النظر لعرفنا بأنّ الأنبياء في الحقيقة يطمعون في فاطمية فاطمة عليها السلام (ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ) فنأمّل!
فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 17 فبراير 2015
فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا : هي ملحمة سياسية وتأريخية وشعار وشعور لتوطيد العلاقة بين أهداف النهضة ومؤسسها ومقصدها المقدَّس والتعرف على أسلوب إحيائها و كيفية الارتباط بالمنتقم المنصور من آل محمّد عليهم السلام، والتمهيد لظهوره من خلال صناعة الأبطال الذين يتحلّون بالتقوى والإيثار والإباء ، و الإنطلاق إلى تجديد البيعة مع أبي الأحرار عليه السلام.
حديث قدسيّ يشتمل على سلام ثم تعزية وتعظيم المصاب ثم اللعن ممّن أسس أساس الظلم والجور عليهم ثم التولي ثم اللعن، ثم الفداء تمهيداً لطلب الرزق الحسن من خلال أخذ الثأر، و التقرب إلى الله بالتولي والتبرّي ممن أسس أساس الظلم عليهم ثمّ الترقية في الطموح للوصول إلى المقام المحمود ثمّ الدعاء للحصول على ثواب المصاب ومن ثمّ الدخول في ساحة عظيمة من خلال هذا الدعاء (اللهم اجعل محياى...) ثم التركيز على يوم عاشوراء والتبري من بني أميَّة واللعن عليهم ثم اللعن مئة مرة والسلام مئة مرَّة. وأهمّ ما في الزيارة الصراحة في تبيين العقيدة مع حفظ أصل الوحدة بين المسلمين وذلك من خلال قوله (ابدأ به أوّلا ثمّ ...) وهو ذو وجوه قد اختفى الحقّ فيه لا يعرفه إلا أهله ، فلو بدأت من الخامس و هو يزيد عليه لعائن الله ستصل إلى الحقّ، من دون أن تتراجع عن المبادئ الحقة و لا تثير أحاسيس إخوانك المسلمين الذين طالما أوصانا بهم أئمتنا عليهم السلام وأكّد على ذلك مراجعنا الكرام، لاحظ كيف أخفى الله الأسرار هنا ، فما لهؤلاء القوم المنكرين لا يكادون يفقهون حديثاً !! وأمّا السجود ودعائه فيطلب حديثاً عرفانياً مستقلاً ...
*أقول :السلام عليكم يا أهل بيت النبوة كم أنتم عظماء و الله أعلم حيث يجعل رسالته.
ألطف من نسيم الصباح ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 17 فبراير 2015
ألطف من نسيم الصباح : الكثير من الناس لا يضع في بيته خزينة للأشياء الثمينة كالذهب و الفضة لأنّه يخشى أن تسرق مع ما فيها ! و في نفس الوقت يرجّح وضعها عنده في البيت على نقلها إلى مكان آخر، فياترى ماذا يفعل ؟ يتوسّل بحيلة يتمكن من خلالها حفظها من دون أن تمسّ بسوء فيضعها في أماكن لا تسرق أبداً ! يضعها و لمدّة محددة في كيس مملوء من التراب أو الفحم فهل سمعت أذناك أنّ أحداً قد سرق تراباً أو فحماً !
فاعلم أنّ القرآن الكريم قد ستر الكنوز الخاصة بأهل البيت عليهم السلام في أماكن تشتمل على أمور لا علاقة لها بتلك الكنوز لا من ناحية السياق و لا المحتوى اللهم إلا بلحاظات بعيدة عن أذهان العامّة . و مثال ذلك آية التطهير حيث وقعت في بطن آيات أخرى تتعلّق ببعض النسوة وذكر أموراً لا يستسيغها المؤمن مثل قوله (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ) و قوله (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) ثمّ تطرّق إلى الكنز العظيم بألطف من النسيم وقال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ثمّ استمر في خطابهن (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ) فمن لديه أدنى معرفة يميّز بين الذهب و التراب فما لكم كيف تحكمون ؟ ... وكذلك آية (إكمال الدين) حيث قال( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا ...) ثم قال (..فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المائدة/3). والشاهد على ذلك عدم وجود هذه الآية في آيات تشبهها مثل قوله (قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(الأنعام/145). و أيضاً قوله (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النحل/115). فتأمّل و لا تخدعنّك مقولة من يدعي العلم والإجتهاد ويظهر بزيٍّ علمائي و هو من البعيدين عن المذهب الحق .
قد قامت الصلاة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 15 فبراير 2015
قد قامت الصلاة ! لواقعة عاشوراء جانب عرفاني إلهي كبير حيث تجلى جمال العبودية فيها ( لا معبود سواك) وقد وصل كلّ شيء حتى الصلاة إلى مقام الشهادة تلك الصلاة التي أقامها سيد الشهداء عليه السلام فأذّن لها هو و أقام ، ولم لا وهو القربان (إلهي تقبل منّا هذا القربان) والصلاة أيضاً (قربان كلّ تقي) فاندمج القربانان وسكنا في ظلّ العرش فاقشعرت أضله العرش كما في الزيارة. هذه الصلاة كسيد الشهداء وصلت إلى الفناء في الله لأنّها تجردت من كلّ الشوائب فتوسّعت و انتشرت ! ولذلك أصبح لها تأثيرٌ مباشرٌ في قلوب المؤمنين! فلولا عاشوراء لما كان للصلاة روح و لا جسد، ولذلك نخاطبه عليه السلام (أشهد أنك قد أقمت الصلاة ). كان للإمام وأصحابه( دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد) و ما إن فرغوا من الصلاة إلا و عرجوا إلى المعشوق وعانقوه ( الصلاة معراج المؤمن) فاستقّرت خيمة الدين على العمود و استوت الصلاة على سوقها (عن أبي جعفر عليه السلام الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاس إذا ثبت العمود ثبت الهودج ) هذا بعد أن مكّن الإمام في الأرض مع رجال ونساء وأطفال و شيوخ في يوم عاشوراء ، فصارت صلاتهم خريطة ملكوتية للصلاة المهدوية التي ستقام ميدانياً في دولته المباركة ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ) والآن تأمّل أيها الحبيب كلام الإمام الصادق عليه السلام في قوله (قد قامت الصّلاة) إنما يعني به قيام القائم !!
الإنابة فالتقوى فإقام الصلاة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 14 فبراير 2015
الإنابة فالتقوى فإقام الصلاة ! قال تعالى (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)(الروم/31). ينبغي أن نلاحظ هذه المفاهيم الثلاثة و نتعرف على حقيقتها ، فالإنابة لها علاقة وثيقة بروح الإنسان ، والتقوى صفة من صفات الإنسان وأمّا إقامة الصلاة فهي حركة عملية ميدانية تتحقق في الدنيا وترتبط بجوارح الإنسان ، فإذن هذه الأمور الثلاثة متسلسلة تبدأ من الأعلى إلى الأسفل ولو ارتفعنا أكثر لرأينا بأن هناك مقولةً مخيّمة على هذه الأمور الثلاثة وهي حقيقة الفطرة التي هي من عالم الملكوت بدليل (كذلك نرى إبراهيم ملكوت ... وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) فينبغي مراعاة هذا التسلسل الإلهي . * الإنابة : تعني انتقال الروح إلى المستقبل كمن يريد زيارة الإمام الحسين عليه السلام فهو قبل أن يصل إلى كربلاء ترى أنّ روحه قد انتقل إلى ذلك الوادي المقدّس بحيث أنّ الحالة تنعكس عليه في قوله و فعله ، هذه هي الإنابة الحسينية. ومن أراد أن يحج بيت الله الحرام فهو من مصاديق (منيبين إليه) أي إلى الله ، وكلّنا نعيش هذه الحالة إلا أنّ المطلوب أن لا تكون الإنابة مؤقتة بل تكون دائمة لا تزول ، ولا يخفى أنّ الإنابة ليست هي المقصود بل هي مسير الإنسان(منيبين إليه) وتحتاج إلى وسيلة (وابتغوا إليه الوسيلة) فلا فرق بين الإنابة الفاطمية والرضوية والكاظمية و الحسنية . هنا سؤال يطرح نفسه وهو : كيف يمكنني وأنا في حال الإنابة أن أكون مع الله ؟ الجواب (إنّ الله مع المتقين) لأنّ التقوى يكسّر القيود والسلاسل المادية ويحرّر الإنسان من الأسر والتعلّق و تطهّر قلبه. فالتقوى هو وسيلة لتحرير القلب. هذا وللخلاص عن القذارات والأوساخ لابدّ و أن نقيم الصلاة (إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) . فيا أيّها الحبيب لاحظ الآن الآية المباركة ، فالتقوى من أجل الإنابة و إقامة الصلاة من أجل التقوى. ومن ينحرف عن هذا الخط فهو من المشركين الذين فرّقوا دينهم كلّ حزب بما لديهم فرحون فلا تغفل .
كيف نقيم الصلاة ؟ 20157 20153 20151 هـ - الموافق 13 فبراير 2015
حقيقة إقامة الصلاة و كيفية ذلك ؟ ينبغي أن نعيد النظر في مفهوم إقامة الصلاة ، فالصلاة لا تقرأ و لا تُتلى بل تقام ، فماذا يعني ذلك ؟ ما هو باب الورود إلى إقامة الصلاة ؟ الجواب هو معرفة (عالم الصلاة). مثال : في حرّ الظهيرة لو كنت جائعاً عطشانَ منهك ! فإذا بشخص واقف أمام بيته يستضيفك و يدعوك للحضور في مجلسه ويرحبّ بك فتدخل البيت فيأتي بالمرطبات الباردة ثم يفرش لك المائدة وفيها ما تشتهيه من أصناف الأطعمة والمقبلات ثمّ يقدّم لك من أصناف الفواكه ثمّ الحلوى و القهوة والشاي ! تقول في نفسك : كم فرق بين حالتي الأولى خارج البيت وهذه الحالة. الصلاة و ما أدريك ما الصلاة ! فهل تعلم أنّك عندما تدخل في الصلاة فقد دخلت في عالم آخر يختلف تماماً عن خارج الصلاة ، فهناك بون بعيد بين الذكر والقرائة و الصلوات التي تحققها خارج الصلاة وبين ما تفعلها في داخل الصلاة . فلا يمكن أن نقارن بين سجدة واحدة داخل الصلاة بمئات بل آلاف السجدات الخارجة عنه ، وكذلك التكبيرة الواحدة في الصلاة لا يمكن أن تقارن بآلاف التكبيرات في خارج الصلاة ! وأيضاً الحمد والتسبيح . إنّ الله سبحانه يقول (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) هذا خارج الصلاة ولكن هل تعلم أنّ الله بنفسه جلّ جلاله يدعوك ويرحبّ بك و يستقبلك وأنت في الصلاة ؟! فقوانين الصلاة تختلف تماماً عن القوانين الأخرى.
* إقامة الصلاة تعني: أيّها العبد : لا تفوّت هذه العشر دقائق بالغفلة بل توجّه إلى أن كلّ حركة و ذكر وتكبير و سجود و ركوع وأنت في عالم الصلاة لها شأن عظيم و مرتبة سامية و فضل كبير ومنزلة رفيعة ! فلو أردت الدخول في مقابلة مع مسئول لوظيفة دنيوية زائلة مثلا فكيف تدرس أهدافك و تحددها و تبرمج وقتك وحتى حركاتك و سكانك و نظراتك و مظهرك كلّ ذلك لكي تقيم وضعك ! فيا أيّها العزيز: لابدّ وأن تحدّد هدفَك و يبرمج لنفسك و تنظم وقتك و تصفّي قلبك و تلّم شملك قبل دخولك في عالّم الصلاة.
*السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذا ضروري قبل كلّ صلاة فربّما يصعب ذلك علينا ؟ الجواب هو : (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)(الروم/31). الإنابة تتبعها التقوى فاقامة الصلاة ، فكلّما اشتدت الإنابة تزايد التقوى و تحقَّقت إقامة الصلاة .
لا تخرج من مكان الصلاة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 12 فبراير 2015
لا تخرج من مكان الصلاة ! كيف نقيم الصلاة لننتفع به ؟ ينبغي معرفة الرمز لذلك ، إنّ الصلاة له شكل ملكوتي ، وكلّ شكل لا محالة له مكان خاص به ، فعندما يدخل العبد في الصلاة فقد دخل في ذلك المكان وهو رغم تواجده في مكانه إلا أنّه يتقدّم إلى الأمام حسب اشتياقه لله تعالي و تقربّه إليه الذي هو الغاية. ففي حين الصلاة ينبغي أن يكون (قلبك و ميلك في مكان الصلاة) فلو تجاوزت الركعة الأولى وقلبك يتجوّل هنا و هناك فهذا يعني أنّك لم تدخل في الصلاة بعد . وفي الركعة الثانية لو طار طائر فكرك إلى العمل والبيت والأولاد والسوق فأنت قد خرجت عن مكان الصلاة ! ولست في الصلاة لأنّ الصلاة ليس بالظاهر بل المهمّ هو القلب و الإشتياق ثمّ إذا وصلت إلى التشهد الأخير ، فسُئلت ماذا تفعل ؟ لو كان لسان حالك هو (أنّني أتأسف وأتوّه حزناً و غماً لأنّ الصلاة في وشك الإنتهاء! أنا أحبّ الصلاة لا أريد أن أفارقه !) إذن أنت من المصلين ، فحينئذٍ حتّى لو سلمت سلام الصلاة وأنت جالس فما زلت في حال الصلاة ، مثل ما من زار الأربعين ثمّ رجع إلى بلاده وهو يقول ما زلت في كربلاء لا أتمكّن من الخروج منه! هؤلاء هم (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ)(المعارج/23). إذن ليس الصلاة بالتوجّه إلى الكلمات أو التطويل في الركوع و السجود ! بل الصلاة هو القلب و الشوق و العشق ، فهل بعد الإنتهاء من صلاة العصر أنت مشتاق إلى صلاة المغرب ؟ إذا أنت من المصلّين ! والسؤال هو كيف نولّد الإشتياق في أنفسنا ؟ والجواب : من خلال الكنزينالعظيمين ( العقل والإرادة) فينبغي أن نلقِّن أنفسنا بالإشتياق إلى الصلاة ونقتدي بمولانا سيد الشهداء عليه السلام حيث استمهل القوم ليله عاشوراء قائلاً (إنّي أحبّ الصلاة) والحاصل : هذه درجة من درجات إقامة الصلاة فلا تغفل و لا تقضي صلاتك باللعب كالطفل، و كم أنت محظوظ لو جعلت مكان صلاتك حرم أمير المؤمنين عليه السلام أو الحائر الحسيني أو البيت المعمور وأنت في بيتك والأكثر حظاً من رأى نفسه و هو يصلّي خلف الإمام الحجّة عجل الله فرجه وحينئذٍ قد طبّق الدعاء (واجعل صلاتنا به مقبولة) ميدانياً وهو ممن يعيش في دولته لأنّه تعالى يقول (الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة ...).
ما أدريك ما البصيرة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 12 فبراير 2015
كلّ من الأنبياء أولي العزم قد استفاد من وسيلة ملكوتية لتسيير أمور العالم ، كلّ حسب فضل الربّ عليه فكان منطقهم جميعاً (هذا من فضل ربّي) * أمّا نوح فالوسيلة لحركته و مواقفه كانت ( عين الله ) فخاطبه سبحانه ( واصنع الفلك بأعيننا) وهم أهل البيت عليهم السلام فكان للعين تأثير كبير في صناعة السفينة و جريانها من دون شراع ولا سُكّان وهم عليهم السلام (عين الله الناظرة) . * وأمّا إبراهيم فاستعان بالحنيفية التي هي التوجه المطلق إلى وجه الله من دون الميل إلى الشرق والغرب (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) * وأمّا موسى فكانت لليد البيضاء دور رئيس في حدوث الآيات التسع ، تلك اليد التي تظهر عند الظهور فعن الصادق عليه السلام (يُسْنِدُ الْقَائِمُ عجل الله فرجه ظَهْرَهُ إِلَى الْحَرَمِ وَ يَمُدُّ يَدَهُ فَتُرَى بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَ يَقُولُ هَذِهِ يَدُ اللَّهِ وَ عَنِ اللَّهِ وَ بِأَمْرِ اللَّهِ ) وبذلك تمكّن أن يهدد فرعون و يفضحه * وأمّا عيسى: فقد أيدّ بروح القدس وهو أعظم من جبرئيل ألا و هو روح فاطمة عليها السلام (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) * وأمّا الرسول محمد صلى الله عليه وآله فإنّه يعتمد على البصيرة الخاصة به (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) تلك البصيرة التي نفذت في الأولين والآخرين فلا تغفل عن هذا المقام الشامخ للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
الأنبياء و المُلك المهدوي العظيم! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 09 فبراير 2015
علماً بأنّ (...َكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ...)(التوبة/40). هؤلاء الأنبياء و الرسل بمواقفهم و تصرفاتهم وعزمهم حاولوا أن يحقّقوا الكلمات التامّة الإلهية ( وهم أهل البيت عليهم السلام) في عالم المُلك و المادة ويفتحوا الطريق لوصول البشر إليهم أي تحقيق دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، فالنبي آدم عليه السلام وصل إلى مستوى التلقي (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ...)(البقرة/37)، والنبي نوح عليه السلام إلى مستوى التصديق ، والنبي إبراهيم عليه السلام إلى مستوى الإبتلاء (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ...)(البقرة/124). ،والنبي موسى عليه السلام إلى حدّ الكليمية (...وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)(النساء/164). ، و أمّا عيسى فقد انقلب إلى الكلمة (إِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ)(آل عمران/45). وأمّا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم فقد تمت الكلمات لديه (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(الأنعام/115). وفي دولة الإمام المهدي أرواحنا فداه(... َيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)(يونس/82). ولذلك كانّ الأنبياء عليهم السلام بصدد ذلك ، فلو نظرنا إليهم من هذا المنظار ( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ..)(البقرة/285). وأمّا لو نظرنا إلى نصيبهم من تلك الكلمات(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ...)(البقرة/253). فتدبّر في هذا السرّ و لا تفرّط فيه.
إعلموا أني فاطمة ! 20157 20153 20151 هـ - الموافق 05 فبراير 2015
هذه القصّة ذكرها ابن أبي الحديد المعتزلي في : " شرح نهج البلاغة " .
وخلاصتها : إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعد أن بات على فراش الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ليلة الهجرة موطّناً نفسه على القتل في سبيل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، بقي في مكّة ثلاثة أيّام يؤدّي ديون النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وينجز عداته ، ثمّ جمع الفواطم وفيهم : " زينب " أبنتة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أو « ربيبته » ، فلمّا خرج من مكّة لحقه المشركون من قريش ، وطلبوا منه الرجوع إلى مكّة ، فشهر علي (عليه السّلام) سيفه ، وهدّدهم ، فخافوا منه ، وتركوه ، وكان فيهم : "هبّارة بن الأسود " ، فضرب برمحه على الهودج الذي كانت فيه : " زينب " أبنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهرب ، فخافت ، وكانت حاملاً ، فأسقطت ولدها ، ولمّا سمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بذلك أهدر دمّ " هبّار " ، وأباح للمسلمين قتله .
ثمّ عقّب ابن أبي الحديد هذه القصّة بكلام من أستاده وشيخه أبي جعفر النقيب بأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الذي أهدر دمّ : " هبّارة بن الأسود " ؛ لأنّ أخاف " زينب " ماذا كان يفعل لو كان حيّاً ورأى أنّ القوم هجموا على دار أبنته : " فاطمة " (عليها السّلام) ، وضربوها ، وأسقطوا جنينها ؟!!